شعر وشعراء
عَبَراتُ مستهام لدى باب السلام. شعر: حسب الله مهدي فضله التشادي

أتغلقُ دوني البابَ يا خير فاتح؟!
وتطردني والشوقُ ملءُ جوانحي؟!
أأُقصَى عن الوِردِ المُصفَّى، وأنثني
على ظمإ، يا خير ساقٍ ومانحِ؟!
أتيتك يحدوني هيامٌ، ومركبي
سفينةُ حبٍّ لا تجارَى لسابح
تقاذفني الأمواج كيما تجرّني
إلى القاع، أو عنكم تشد مكابحي
فلما بدا بَرُّ الأمانِ بقربكمْ
وهبَّتْ نُسيْماتُ الصَّبا بالنفائحِ
إذا بي مُزادٌ عن حِماكمْ بفتيةٍ
يحومون في زيٍّ لجندٍ مكافِحِ
يقولون: (لا تدخلْ بحمْلِ حقيبةٍ)
ولسْتُ لبابِ المصطفى بالمبارحِ
يقولون: (لا تدخلْ بحمْلِ حقيبةٍ)
فكيف وبي أضعافها من فضائحِ؟
دعوني أحطّ الرحلَ في خير بقعة
تُحَطُّ بها الآثامُ عن كل طالحِ
دعوني أمرِّغْ ثَمَّ خَدّي تلهُّفاً
لشمِّ شذىً من روضِ أحمدَ فائحِ
عسى شفتي الظمأى تلامسُ موطئا
لأخمصِ خيرِ الخلق ماحي القبائحِ
فهل مِن نداءٍ منك يا خيرَ مَن دعا
تقول: دعوا حِبِّي يفزْ بالمنائح؟
ألستَ الذي قد جئتَ نوراً ورحمةً
لأمثالنا من كلِ جانٍ وجانحِ؟!
فمَن غيرُكم يُؤوي إذا رُدَّ ضيفُكم؟
ومَن غيرُكمْ يُرجَى لعانٍ ونازحِ؟!
وعهدٌ لكم يا موفي العهدِ أنني
على نهجكمْ أسعى بكل جوارحي
مدحتُ قديماً كلَّ شهمٍ، وإنني
وقفتُ عليكَ اليومَ كلَّ مدائحي
أقاصدُ كافورٍ مودِّعُ غيرِهِ
وواردُ طهَ عائدٌ للمسابحِ؟!
فما الفوز إلا حبُّ أحمدَ، إنه
هو العروة الوثقى لناجٍ وناجح
ملاحظة:
عبارة (لا تدخلْ بحمْلِ حقيبةٍ) هي نموذج لبعض العبارات التوجيهية التي يقولها الحراس ورجال الشرطة في الحرمين الشريفين، لتوجيه الحجاج والزوار ، بعدم السماح بحمل حقيبة أو في زمان معين ونحو ذلك، فتحدث ألماً في نفوس الحجاج والزوار المشتاقين، وإن كانت في حقيقتها ناتجة عن ضروريات التنظيم وتحسين الخدمات.