هذا السؤال يعاد على نفسة عشرات المرات يوميا، من اعلاميين وسياسيين وعسكريين ومن مواطنين عاديين ومن جميع الاطراف، فهل خشية الولايات المتحدة من حرب شاملة نابعة من الاستحقاق الانتخابي القريب؟ أم ماذا؟
فالاجابة على هذا السؤال علينا مراقبة التغييرات اللافتة في الايام الاخيرة وهي:
1. خيبة أمل كبيرة للمؤسستين السياسية والعسكرية في اسرائيل من إداء حزب الله في الجبهة اللبنانية، سواء في صد الهجمات البرية ، وسواء بامطار حيفا والجليل بالصواريخ الموجعة والصائبة. فبدأت اسرائيل تشعر بسوء التقدير حول جهوزية حزب الله بعد الضربات الموجعة له في الشهر الاخير، وان حزب الله بدأ يلتقط انفاسة ويعود من جديد لايلام اسرائيل.
2. صدمة اسرائيل الكبيره، ليس فقط من الرد الايراني الثاني، وانما بالاساس من التصريحات الايرانية الحاده وعالية السقف بنيتها الرد على اي اعتداء اسرائيلي على ايران وبقوة.
3. تصاعد المقاومة في قطاع غزة في الايام الاخيرة وخاصة في الشمال، الامر الذي ارجع جبهة غزة الى مركز الاحداث والذي يدلل على فشل استراتيجية اسرائيل بتفكيك الجبهات وتخفيض مركزية المسألة الفلسطينية.
4. التوحش الاسرائيلي المجنون شكل حالة جديدة في الشرق الاوسط، أدى الى خشية ليس فقط الشعوب العربية، وانما الانظمة العربية بأن المستهدف من اسرائيل، هو ليس فقط فصيل فلسطيني او لبناني، وانما بالاساس تستهدف كل منطقة الشرق الاوسط، شعوبا وأنظمة. هذا برز في المواقف الاردنية والمصرية الرسمية ، وفي اللقاءات المتتالية بين الجانبين الايراني والسعودي باعلى المستويات، وآخرها أمس بين وزير الخارجية الايراني وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، كما وبرز ذلك في التقارب التركي المصري، والمحادثات المتقدمة بين فتح وحماس برعاية مصرية في القاهرة. هذا المشهد الجديد يقلق الولايات المتحدة استراتيجيا.
أمام هذه الصورة، ترى الولايات المتحدة ان اي مواجهة اقليمية الان ، ستكبد الولايات المتحدة اضرارا غير قابلة للاصلاح، وستخسر الشرق الاوسط ، شعوبا وأنظمة، لعقود قادمة وهذا آخر ما تريدة الولايات المتحدة.
ان خشية الولايات المتحدة من الحرب الشاملة ليس لاسباب قدرتها العسكرية او الأمنية، إنما بالاساس من خسارتها السياسية والاقتصادية في الشرق الاوسط، الامر الذي يفتح الباب على مصراعية امام الصين وروسيا لملء هذا الفراغ، وهذا سبشكل المقدمة لخسارة امريكا لهيمنتها العالمية.
سهيل دياب-الناصرة
د. العلوم ااسياسية