بعض الأفعال العربية يكون لازمًا ومتعدِّيًا، أي إنه يكون له معنيان.
نقول: رجَعَ المالُ لصاحبه.
ونقول: رجَعْتُ المالَ لصاحبه.
…
نقول: وقَفَ العملُ.
ونقول: وقَفَ العامِلُ العمَلَ.
…
نقول: زادَ الخيرُ.
ونقول: زادَ اللهُ الخيرَ.
…
نقول: نقَصَ المطَرُ.
ونقول: نَقَصَ الصيفُ المطَرَ.
…
نقول: بدأ العملُ.
ونقولُ: بدأ العامِلُ العملَ.
…
في الأمثلة المضروبة نجد أن الأفعال تؤدِّي معنيين، كأن كلًّا منها فعلَان لا فعلٌ واحد، حتى إن كثيرين من المُحدَثين يَزيدون همزة على بعض في حالة التعدية، فيقولون: “أرجَعَ/يُرجِع” و”أوقَفَ/يُوقِف” و”أزادَ/يُزِيد”… ولكن هذه لغة غير فصيحة، والفصيح أن الفعل يتعدى بنفسه ثلاثيًّا بلا همزة، من ذلك قوله تعالى: “فارْجِعِ البصر كرّتين” (ولم يقُل “فأرجِع”)، وقوله: “وقل ربِّ زدني علمًا” (ولم يقُل “أزِدني”)، وقوله: “نَنْقُصُها من أطرافها” (ولم يقُل: “نُنقِصُها”)، وقوله جلّ شأنه: “قفوهم إنهم مسؤولون” (ولم يقل “أوقفوهم”).
…
مع ملاحظة أن الفعل “أوقف” ورد فصيحًا بمعنى “امتنع” أو “أقلع”، نقول: “أوقفَ الرجلُ عن التدخينِ” إذا أقلع عنه. جاء في العباب الزاخر: “وأوْقَفْتُ وَقْفاً للمساكين بالألف لغة رديئة، وليس في الكلام أوْقَفْتُ إلاّ حرف واحد، يقال: أوْقَفْتُ عن الأمر الذي كنت فيه: أي أقلعت”.