نشاطات

أطروحات وأفكار مجلس حكيم الزمان. ( الكينونيات – ٢١ ). فيما كان ويكون وسيكون وماكان يجب أن يكون وكيف سيكون. بقلم : صديق فارسي في ١٣ / ١١ / ١٤٣٧ هـ بِسْم الله والصلاة والسلام على رسول الله.

 

( أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً ).

( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما. ( ٠١).
فإن بغت إحداهما على الأخرى.
فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء الى امر الله.
فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل.
وأقسطوا إن الله يحب المقسطين ).

تأتي إليك أمك وتشتكي من زوجتك وتتظلم منها وربما تطلب منك أن تقف معها ضد زوجتك أو ضد عمك أو خالك أو أي من ذوي الرحم بل ربما طلبت منك أن تقاطع والدك فتجد نفسك في موقف محرج للغاية ولا تحسد عليه.

ثم قد تجد وبعد الإستماع لكلا الطرفين والوقوف على حقيقة المشكلة أو طبيعة الخصام أن الفئة أو الشخص الذي بغى وطغى وتعدى وظلم إنما هو أمك أو أبيك أو أنه الجهة التي إستنصرت بك.
وعلى قول المثل.
( ضربني وبكى وسبقني وأشتكى ).

وهذه الصورة تكاد تبدوا طبيعية وتحصل في أحسن العائلات كما يقال ولا يكاد يخلو منها بيت أو عائلة أو مجتمع كائن من كان منذ القدم وإلى اليوم بل وإلى مالانهاية في هذه الحياة.

لأنها جزء من الطبيعة البشرية ونتاج العلاقات فيما بين الناس وما ينشأ عنها من إختلافات في وجهات النظر وفي الطباع والأفكار والرؤيات المختلفة للأشياء.

ناهيك عما إذا كان هناك من يتربص بالعائلة ويكيد لهم ويسعى لتفريق شملهم بسبب الحقد والحسد الناتج عن ضعف الإيمان وتسلط الشيطان فهنا قد تزيد حرارة ولهيب نيران ألفتن والإختلافات.

على أي حال دورك وواجبك بما أمرك الله بِه الآية بقوله تعالى :- ( أصلحوا بينهما ).
البعض يقف موقف المتفرج الذي لا حول له ولاقوة ويترك المشاكل تتفاقم وتنمو وتزداد حتى يصعب خياطتها.
وهذا يكون مخالفاً لأمر الله تعالى.

والبعض قد يكون غير قادر على القيام بدور الإصلاح بين المتخاصمين فهذا يتحتم عليه اللجوء إلى أهل الخير من الأقربين أو ممن يثق فيهم وفي أخلاقهم ليساعدوه في القيام بواجب الإصلاح وعليه أن يحرص على أن يكونوا من الناجحين في حياتهم وليتجنب الفاشلون في حياتهم لأن فاقد الشيء لا يعطيه
فكيف يصلح بين الناس من هو فاشل في إصلاح نفسه ومن هم تحت رعايته.

وهناك البعض من الناس الذي يقف وينحاز إلى أحد الطرفين بدون وجه حق سوى أنه مدفوع بالعاطفة أو الحمية للأقرب فالأقرب من الطرفين أو ينحاز للطرف الذي له معه مصلحة خاصة سواء مال يكسبه أو جاه يتملق إليه ويحابي بسببه.
وهذا شر الأشرار المخالف لأمر الواحد القهار.

فعاقبته وخيمة ونهايته مفجعةً وقد سمعنا عن الكثير من القصص المؤلمة لأمثال هؤلاء ولكن من يعتبر ومن يتعظ.
( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ) كما توعده تعالى.

وقد يكون أحدهم يعتقد أن الوقوف في صف والده أو والدته رغم أنهم على غير حق بل وربما أمراه بقطع الرحم وهو معصية عظيمة لله تعالى.
ولكنه يطيعهم في ذلك ظناً منه أن ذلك من البر بالوالدين متجاهلاً أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
والذي يتوجب عليه أن ينصرهم كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك بنهيهم عن الظلم وكفهم عن معصية الله تعالى لينجو هو وينجوان معه من غضب الله وسخطه.
ونكمل الحديث بكرة إن شاء الله تعالى.
وإن غداً لناظره قريب.

مقالات ذات صلة

إغلاق