نشاطات

مستعمرات الجهل مستعمرات الجهل بقلم / ابتسام راجح

كيف نحمي اجيال المستقبل اطفالنا وشبابنا من مستعمري العقول وغزاتها؟ ولماذا يجب علينا حمايتهم …؟ وممن نحميهم …؟ غزاة الفكر …هم اشباح لا نراهم …لكننا نرى ظلهم …وهو قاتم جدا ..ولهذه الاشباح اجندات خطيرة ومدمرة ،،، ليس لها علاقة بالانسانية او الوطن او الدين ، فكيف اذا تقدم لاجيالنا هذا الفكر الغريب … فسوف تسقط فريسة لا محالة ، فالنفس تواقة الى من يملىء فراغها الروحي ، وشغفها في حياتها بما تظنه نافعا ومفيدا ..واذا لم يشغل النفس بالعمل النافع والمفيد… فسوف يؤثر ويستولي عليها اهل الباطل ، وللاسف الاطفال والشباب… هم الضحية بقبول الافكار المدمرة وبدون جهد … ببساطة هي مثل تجربة السيجارة .. اولها دلع واخرها ولع …. وما اردت ايضاحه هنا بايجاز هو حب التجربة للجديد ، بانتماء هؤلاء الشباب لشلل ولجماعات وصحبة ليشعروا باهميتهم ،وهنا تكمن الخطورة ،،، بداية النهاية لهؤلاء الاشخاص الذين ينصاعون لجماعات التطرف الديني التي لا ترحم ، وترى امامهم هؤلاء الاطفال والشباب اداة ،،، لتنفيذ قرار خارجي غالبا مقابل مبالغ طائلة من الاموال… والتي عادة ما تأتي الا من تجارة الممنوعات، بكل انواعها واشكالها ، ولم يكن هينا ان يستمر السعي نحو انقاذ هؤلاء الشبان من مهلكة الفكر المنحرف وما يترتب عليه من صور وسلوك اشد انحرافا… فما هو الجديد بالنسية لهم؟ … هو الخيار الصعب في مرحلة التنظيم الاولي … والعقل البشري فضولي بطبيعته ويزداد الفضول عند الاطفال والشباب بشكل خاص والبحث دائم عن الحقيقة .. وأية حقيقة ؟ فالاسألة لديهم كثيرة وقلة الخبرة لديهم تحول دون معرفة نوايا هذة الخلايا المدمرة ،،هل من مجيب على اسألة هؤلاء الاطفال مثل ،،من نكون ؟ ومن نحن ؟ ولماذا نحن هنا وما الهدف من كل شيء وأي شيىء ؟ فالفقر متمكنا منهم ومحتوم عليهم…اذا لماذا الفقر ؟ ولماذا الهم والمرض ولمن اللجوء؟ فالجماعات المتطرفة متنبه ومنتشرة …ومخبريها ذوو عيون وأذان عظيمتين .. وتبحث عن ضحايا فاذا ما تم اللقاء بالجامع .. فجيد.. ويبدأ التودد والملاطفة ..والسؤال عن الاحوال التي هي اصلا معروفة لدى هذه الجماعات …ولكن هي طريقة فريدة للتقرب من الضحية واشعارها بان هناك من يكترث لامره,, من هنا تبدأ مرحلة التنظيم الفكري .. وبعد فترة بلا مناقشة ..المكان هو الجامع… والضحية مداوم على واجباته الدينية كلها صحيحة ..ولا داعي للاستفسار عن سلوك المنظم ..وعن حياته العائلية او عن اي شيء بخصوصه ، فالضحية هو متلقي فقط ويكفيه تقديرا ان هناك من يسمعه ويلبي جميع احتياجاته المادية والمعنوبة ..وهو غافل بأنه قربانا على مذبح المصالح الخيرة ..فهو يشعر باهمية اكبر .. رغم انه صغبر السن لدرجة انه سيتم التضحية به ,, تماما كخروف وليس كشهيد حسبما افهموه .. ما يزال الخيال خصبا لدى الضحية ويريد من يشبع روحه فتأتي ذكر حور الجنان .. وحور العين وكأن من يحدثه عنها راها رؤية العين .. فتصبح الجنة واوصافها امام عينيه لا تفارقه ( بدل الارهاق الدنيوي ) ويتم اختيار الضحية كما ذكرنا قبل الدخول للجامع او غيره ويستحسن من كانت مشاكله العائلية والمادية والنفسية كبيرة وسيئة …فهذا يسهل المهمة، ويسرع التنظيم الفكري لمرحلة غسيل الدماغ … ولو كان هناك ذرة ضمير لدى هذه الجماعات لما استغلت مصائب الناس وانتهزت همومهم …لكن هناك امر بالتنفيذ ويجب ايجاد القرابين ,,,وللسيطرة على الضحية يوحى له بعدم الاختلاط خارج نطاق جماعته ,, وذلك للحفاظ على سلامته على حد زعمهم .. ولكن في حقيقة الامر وحتى يتم عزله تماما عن اي منشطات للعقل يمكن ان تحفز فيه التساؤل او المقارنه مع ما يسمع وماذا يجب ان يسمع ..اذن اصبحت قلعته الحصينه التي يستحيل اختراقها .. هي داخل المسجد وهو المكان وملاذ الباحثين عن القرابين البشرية ,,,وهذا الامر خطير جدا …اذ تم محاصرة الشخص القربان ومنع الاخرين من الوصول اليه الا داخل الجامع، بحجة ان هناك من احتمال اختراقا .. وعليك التكتم التام وما شابه .. فيصبح من يمكن ان يكون حبل نجاة له مشبوها في نظره وخطير جدا عليه …وبالحقيقة فهذا الذي يريد انقاذه هو ابن الوطن رجل الامن وعنده من الهموم مثله … وعنده عائلة وله طموح ويواجه تحديات ويتعثر احيانا مثله تماما… ولكن ليس بجاهل فقد اتاحت له الحياة مجالا لرؤية الامور كما يجب ان ترى … وهو بدوره يريد ان يأخذ بيد الطفل او الشاب وان يريه الحقيقة … فهذا واجبه الذي تعلمه في المؤسسات الامنية الوطنية المخلصة والثمينة ..ولكن الضحية خائف والسبب نصيحة من نصحه (وهي نصيحة كاذبة فاسدة ) وبالمرحلة التالية هي مرحلة غسيل الدماغ … يصبح الضحية محاصرا بين جماعته وبين من يعتقد بانهم يتربصوا له ..وهنا خطر داهم ايضا .. فيصبح الرهان على الجماعة …فهم شلة غسيل الدماغ …وهنا نقف قليلا نتحدث عن العائلة ..فيكون همها اكبر من ملاحظة تغيير السلوك المفاجيء لولدها ، او يكون عدم اكتراث وهذه مصيبة كبيرة تؤدي بابنهم للهاوية… تطرقنا الى الجامع وغالبا يتم التجنيد به او في نادي او مدرسة او في ازقة الشوارع او في منزل ، لكن في جميع الامكنه والاحوال يتم السيطرة الفكرية التامة على الضحية.. ان هذه الجماعات عندها الكثير من المغريات بجانب الكلام المعسول والايات القرانية والاحاديث وغيرها،،، فهي مدربة تبحث عن فرائس ,,,تسمعهم درسا فظنوه هو الدرس الوحيد …والتقوا بطالب علم فاعتقدوا انه منتهى اقدام العلماء وقرأوا كتابا فحسبوه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ,,, هذه هي العداوة الجاهلية .. الامور المعبأة كثيرة وعديدة وخطيرة،،، تؤدي بالنهاية الى انهاء حياة الضحية ..باصدار بوستر والحديث عن مناقبه لاسبوع او ما شابه … ومن ثم البحث عن ضحية اخرى او ضحايا .. ولوسنحت للضحية فرصة حقيقية للنجاة بنفسه من موت محتوم لا يخدم قضية ولا هدف سوى اهداف اشخاص جماعات التطرف …لاخذها عبر الباب الى الحرية من معتقل الارهاب الفكري . ولو كانت الجماعات المتطرفة واثقة من طروحاتها لسمحت لضحاياها بالاقتراب بالافكار الاخرى حتى يقارن الشخص ويأخذ القرار المناسب له ..لذا لا يسمحوا له بالاختلاط وان تم هذا بالمصادفة فان التشويه يكون قد سبق من يختلط بهم الضحية..لهذا يكون السد كبيرا بينه وبين الحقيقة… ان هذه الجماعات والباحثين عن الفرائس والقرابين يعيشون حياة طبيعية ضمن اسرهم في منزل وعائلة وعشاء واطفال يرسلون للمدارس والجامعات ،،، فاولادهم ليسوا برخص اطفال الاخرين وابنائهم ..ايضا من المغريات الخطيرة للضحايا ربما تكون انواع من المخدرات يبقى الضحية متعاطيا مسلوب الارادة ،،،وهذا يحدث دون استغراب وانجازه ليس له علاقة لا من بعيد او قريب باي مبدأ كان… الا مبدأ احتقار الانسانية والانسان ..ولكن مصالح كهذه ليس لها احاسيس ومشاعر وقيم. فهي شبكة مخيفة مرعبه بتهريب الاسلحة والمخدرات وعصاباتها مجهزة ومصيدة لابنائنا اذا لم نحرص عليهم وتكاتفت ايدينا لمواجهة هذه الافه الكريهة،،، صائدي الفرائس ان العالم يتطور بطريقة مذهلة …وفي الاردن تبذل امكانات كبيرة لتشرق شمس المعرفة والعلوم لتكون الخيارات مفتوحة امام العقل البشري وهذا اساس تقدم الامم فتطور بلد مثل الاردن يشكل نموذجا يخافون ويقلقون منه الخصوم والحاقدين على وطننا الاردن … فالديمقراطية تخيف مستعمري عقول واذهان الناس لمصلحته الخاصة …والحرية الملتزمة هي عكس العبودية التي يمتهنها المتعصب والمتطرف.. فالعلم هو محرر مستعمرات الجهل …والمطلوب هنا ،،،انشاء سلسلة من المحاضرات التوعوية في جوامعنا وجامعاتنا ومدارسنا لاجيالنا الذين هم من تقع عليهم مسؤولية بناء الوطن في المستقبل وازدهاره …وعن ماذا يمكن ان نكتشف في هذا الكون الكبير …وخير من يقود امة الى مستقبل واقعي هو عبدالله الثاني بن الحسين فهو رمز كبير على مستوى الانسانية ،،،لقد اثبت ذلك وبرهنه لقيادة جيل كامل الى بر الامان ،هذا الجيل اذا ترك للباحثين عن القرابين سوف يتوه لا محالة ،فالنسأل انفسنا هل نريد لابنائنا ان ينتهي بهم الاجل في عمر الزهور …على ايدي جبناء يعملون كل ما بوسعهم لتوفير حياة ملؤها الرفاهية لابنائهم اي المتطرفون …ام نريد لابنائنا حياة ملؤها العلم والسلام .

مقالات ذات صلة

إغلاق