شعر وشعراء
د.عزالدّين أبوميزر الدّيكُ والكَلبُ …
فِي يَومٍ جَدّي قَصّ عَلَيّ
حٍكَايَةَ دِيكٍ صَادَقَ كَلبْ
قد جَاءَ لِيَشرَبَ مِن نَبعٍ
وَالماءُ هُنالِكَ مَاءٌ عَذبْ
وَرآهُ يَلهَثُ مِن ظَمَأٍ
وَببَابِ النّبعِ رَآى عَقرَبْ
وَبِلمحِ البَصَرِ عَليهِ هَوَى
بِالمَوتِ خَفَاهُ فِي مِخلَبْ
حَتّى إنْ أمِنَ زَبَانَتَهُ
أومَأ لِلكَلبِ تَعَالَ اشْرَبْ
لَا خَطرَ عَليكَ الآنَ فَقد
أبعدتُ الشّرّ فَلا تَرهَبْ
وعَلاقةُ وُدٍ بَينَهُمَا
فِي الحَالِ نَمَت لِعلاقةِ حُبّْ
وَحَديثُ الحُبّ لَهُ رُوحٌ
لَا تُرهَقُ أبدًا أو تَتعَبْ
ويَطولُ يَطولُ ولَا يَتَوقّفُ
بَل بِالعَادَةِ يَتَشَعّبْ
وإذا بِالليلِ جَنَاحُ غُرَابٍ
أسْحَم فَوقَهمَا غَيهَبْ
فَأشارَ الدّيكُ الليلُ مَضَى
وَقليلُ بَقيَ فَلنْ نَذهَبْ
بينَ الأغصانِ أنَا سَانامُ
وجذعُ الشّجَرةِ لكَ أقرَبْ
وبوقتِ السّحَرِ اهتَزّ الدّيكُ
وصاحَ بِصوتٍ عالٍ عَذبْ
وبَخلفِ جِدَارٍ بعدَ النّبعِ
هُنالكَ قَد أقعَى ثَعلَبْ
إنْ نَامَ الليلُ فَمَعِدًتُهُ
مِن شِدّةِ جُوعٍ تَتَرَقّبْ
قد سَمِعَ الصّوتَ فَحَمدَ اللهَ
بِحذرِ المَاكرِ وَتأهّبْ
مِن تَحتِ الشّجَرَةِ نَادَى الدّيكَ
بإيمانٍ قَد مَلأ القَلبْ
إنزلْ يَا صاحِ نُصَلّي الفَجرَ
ومِن ذِي العِزّةِ نَتقَرّبْ
فأجابَ بَلَى وَالكلبُ إمامٌ
وهُوَ بِقربِكَ بَلْ أقرَبْ
وإذَا بالثَعلَبِ مثلَ البَرقِ
أُصيبَ بِفزَعِ ثُمّ هَرَبْ
ناداهُ الدّيكُ لِأينَ فَقالَ
وُضُوئي انتُقِضَ فَلَا تَعتَبْ
د.عزالدّين