الرئيسية

فاكهة في غزة فوائدها عظيمة من أغربها: أنها تجلب بنت الحلال!

يخرج أبو علاء (61 عاماً) في الساعات الأولى من شروق الشمس حاملاً بيده سطل بلاستيكي أسمر، واداة رأسها معدني وجسمها خشبي، ويتجه بكل حيوية نحو سور مزرعته ليجمع فاكهة الصبر.

بعد التسمية والدعاء بالرزق يبدأ أبو علاء من خلال اداة قطف الصبر -أنبوب معدني مفتوح من الجهتين مثبت على عصا خشبية بطول 1.5 متر- بجمع الصبر، ويحاول أبو علاء قدر الإمكان جمع الصبر الذي يميل لونه بين الأحمر والأصفر وهي علامة من علامات نضوجه، ويترك الأخضر ليومٍ آخر حتى ينضج.

ويتمتع الصبر بشعبية واسعة في فلسطين، ومن أجله ما زال الكثيرون يستيقظون عند الفجر للفوز بأكواز طازجة منه.

 فاكهة صيفية شوكية معروفة بالتين الشوكي، طالما احتلت مكانة بارزة في تراث الفلسطينيين بل صار أحد رموزه المشحونة بأكثر من دلالة.

والصبار هو نبات صحراوي يعيش في الظروف والبيئة الصحراوية ويضرب به المثل في تحمل العطش والجفاف، وهو ملجأ لبعض الطيور والحيوانات الصغيرة الصحراوية التي تختفي تحت ألواحه وتحتمي بشوكه من مخاطر تهددها.

 وينمو الصبر في حوض البحر المتوسط والشرق الأوسط دون تدخل من البشر وينتمي للفصيلة الصبارية (كاكتوس) وفي أيامنا لا تقتصر مساهماته على تقديم ثمرة لذيذة تخفف وطأة آب اللّهاب…فهو شاهد أمين على القرى الفلسطينية المهجرة والتي عملت الصهيوينة على دثر معالمها وتزوير روايتها.

وتوفر شجرة الصبار مصدر رزق مؤقت للعديد من المواطنين في قطاع غزة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، أبو علاء، يقول: أنتظر أنا وأولادي موسم قطف ثمار الصبر من العام للعام، الموسم بالنسبة لنا مصدر رزق موسمي مؤقت.

ويضيف: نستيقظ في تمام الساعة السادسة ونذهب إلى سور المزرعة ونبدأ بجمع الصبر، وبعدها ينزل الأولاد إلى سوق الشيخ عجلين ويبعونه، مشيراً إلى أن شجرة الصبار مهمة جداً بالنسبة له ولعائلته فهي توفر لهم الأمان، فبالإضافة كونها مصدر رزق فهي سور قوي للمزرعة فلا يستطيع أحد أن يفكر في مغامرة القفز وتخطي تلك الشجرة، نظراً لكمية الشوك فيها وحدته.

ويجمع أبو علاء وأولاده في اليوم الواحد أكثر من 230 حبة من الصبر، ويضعون كل 40 واحدة في سطل بلاستيكي أسمر اللون، ويبعونها بـ 9 شواكل أي ما يعادل 2.3 دولار أمريكي.

ويعشقُ الغزيون فاكهة الصبر، فيقول أبو علاء: الغزيون يحبون هذه الفاكهة الموسمية التي لا تدخلها أي من الأسمدة او العلاجات الكيماوية، مشيراً إلى أن للصبر فوائد جمة.

ويستذكر الباحث في التراث الفلسطيني سعيد نبواني أن من الأمثال التي قيلت في الصبر، الصبر كأسمه والصبر مفتاح الفرج والصبرة فاكهة الفقراء. وكانت الجدات ينصحن قديما بأكل الصبر أسبوعا كاملا أو أسبوعين كوجبة صباحية، مع خبز الطابون أيام الحر الشديد (القيظ) وكن يقلن للأولاد والأحفاد الصبر يشرح البال ويصلح الحال، ويجلب بنت الحلال.

وتعتبر نبتة الصبار مقاومة لمعظم الحشرات الضارة وعلى الرغم من ذلك فإن العناكب، البق و المن “اكلة الورق” تؤدي الى تدني صحة النبات، والبيئة المثالية لنمو الصبار هي البيئة الجافة، والرملية والغنية بحرارة الشمس، وعلى الرغم من ذلك فان النبات قد يتعرض للحرق اذا تعرض لكمية كبيرة من اشعة الشمس و الذبول اذا لم يجف عنه ماء المطر.

فوائد الصبار

والصبار فاكهة صيفية تمد الجسم بربع ما يحتاجه من عنصر البوتاسيوم والمغنيسيوم الذي يقي الجسم من مشاعر التوتر وينظم درجة الحرارة، ويساعد على بناء وتقوية العظام وهو امر هام بالنسبة للمرأة والاطفال.

ويقول خبير التغذية الأردني امجد الرشايدة إن التين الشوكي له فوائد صحية متعددة يمكن الاستفادة منها عند تناوله خلال هذه الايام التي يكثر فيها الانتاج، فهو مفيد للأشخاص المصابين بقرحة المعدة ويحمي الاغشية المخاطية للجهاز الهضمي من تأثير الاعراض الجانبية لبعض العقاقير وهو يقلل من احساس الفرد بالظمأ في الجو الحار .

 واكد الرشايدة أن  الصبار ينتمي  للفصيلة الصبارية ، والصبار إما لا يمتلك أوراق أو أوراقهُ ضامرة حتى يقلل نسبة تبخر المياه ويستعيض عن ذلك بإجراء التمثيل الضوئي في الجذوع، قائلاً الرشايدة  ان نسبة الاملاح عالية في الجذور لتساعد على امتصاص المياه لأختلاف الضغط الأزموزي .

 واضاف الرشايدة ان رحيق الصبار مكون من الفركتوز بنسبة 90% وهو شكل طبيعي من سكر الفواكه الذي لا يؤثر على غلوكوز الدم المسبب لداء السكري.

واشار الرشايدة  الى ان استخدام الصبار بانتطام وبشكل دوري يساعد على ابقاء القولون نظيفا ولكن يجب عدم استخدامه بصفة مستمرة اي على المدى الطويل وذلك لتجنب ما قد يحدث من اثار غير مرغوب فيها .

وقال: ان نبات الصبار يعتبر مضاد للالتهاب ومضاد جرثومي يحتوي على مواد خاصة تنقص من نمو الخمائر والجراثيم المهددة للإنسان.

 واكد الرشايدة ان نبات الصبار يعتبر قاتل للسرطان لوجود المركبات الصابونية القادرة على ايقاف دور الحياة للخلايا السرطانية، كما يقوي جهاز المناعة.

الصبر .. بين الإعجاز النبوي والطب الحديث

عن نبيه بن وهب قال : ” خرجنا مع أبان بن عثمان ، حتى إذا كنا بملل اشتكى عمر بن عبيد الله عينيه ، فلما كنا بالروحاء اشتد وجعه ، فأرسل إلى أبان بن عثمان يسأله ، فأرسل إليه أن أضمدهما بالصبر ، فإن عثمان رضي الله عنه حدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرجل إذا اشتكى عينيه وهو محرم ضمدهما بالصبر”، رواه مسلم في كتاب الحج

 

وبعد حديث المصطفى تمر أربعة قرون، ويأتي ابن سينا الطبيب المسلم فيقول عن الصبر : “إنه ينفع من قروح العين وجربها وأوجاعها ، ومن حكة المآق .. ويخفف رطوبتها، وله قوة قابضة مجففة للأبدان منومة، والصبر الهندي كثير المنافع ، مجفف بلا لذع، وفيه قبض يسير”، وقال فيه أبو بكر الرازي : وهو أيضا نافع للعين مجفف للجسد.

وقال في الصبر إسحق بن عمران : “إنه ينفع من ابتداء الماء النازل في العين، وينقي المعدة وسائر البدن من الفضول المجتمعة فيها” .

وجاء في تذكرة داود “أن الصبر من الأدوية الشريفة،  قيل : لما جلبه الإسكندر من اليمن إلى مصر كتب إليه المعلم أن لا يقيم على هذه الشجرة خادما غير اليونانيين لأن الناس لا يدرون قدرها” .

وقال داود الأنطاكي : الاكتحال به يحد البصر، ويذهب الجرب والحرقة وغلظ الأجفان.

36_26_11_5_8_20152

36_26_11_5_8_20151

36_26_11_5_8_20153

36_26_11_5_8_20154

27_28_11_5_8_20151

36_26_11_5_8_20155

27_28_11_5_8_20153

27_28_11_5_8_20152

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

إغلاق