شعر وشعراء
يوميات_حاكم_عربي / عبد العزيز جويدة
دَائي
بأنْ أَبقَى أُقاتِلْ
مِن أجلِ لا شيءٍ أُقاتِلْ
شعبي أقاتلُهُ ، وأقتُلُهُ
وأشربُ مِن دَمِهْ
حتَّى أُسَمَّى
بالمُجاهِدِ والمُناضِلْ
(2)
حُبُّ الجُلوسِ على الشعوبِ غَريزةٌ
كغريزةِ الطَّيرِ الجوارِحْ
فالحاكمُ العربيُّ
يأتي كالقَدَرْ،
كالسَّيلِ جامِحْ
مِن دُونِ عِلْمِ الشعبِ
يأتي دائمًا
والجُرمُ فادِحْ
كي يَعتَلي الكُرسيَّ
يأمُرُ بالمَذابِحْ
في العالَمِ العربيِّ
تَختَلُّ الأسُسْ
فَنُسمِّيَ المَقتولَ كَلبًا
والقاتِلَ المجنونَ
فاتِحْ
(3)
رَكِّزْ مَعي
وانظُرْ بِعيني
أنا نَظرَتي سَهمٌ
سأُطلِقُهُ عليكَ
فإن قَتَلْتُكَ
تلقَني دومًا أُغَنِّي
(4)
لا فَرقَ عِندي
مَن يَموتُ ومَن يَعيشْ
فأنا المُهِمْ
وأنا الأهَمْ
فأنا المَلِكْ
والشَّعبُ عِندي خَادِمٌ
أُعطي لَهُ البقْشيشْ
فَلْتشكُروني دائمًا
أنِّي قَبِلتُ اليومَ
أن أرعى كِلابًا مِثلَكمْ
يا أُمَّةَ التَّحشيشْ
(5)
وإذا أُحِسُّ
بأنَّ شَعبي ضاحِكٌ ،
مُتَفائلٌ
أستَغرِبُ الأحوالَ
أشعُرُ أنَّ شعبي
رُبَّما في ذِهنِهِ
يومًا يُسوِّي ضِدَّ إحكامي
انقِلابا
ولِذا أُناديهِمْ : كِلابا
وألُمُّ حاشِيتي معي
حتى يَصُبُّوا سُمَّهُمْ ،
أحقادَهُمْ …
قَلِّمْ أظافرَ أيَّ شعبٍ تَستَرِحْ
وقُلِ الوُعودَ ولا تُنفِّذْ
إنْ تُهدِّدْهُمْ أَطِحْ
واقتُلْ جَميعَ مُعارِضيكَ
بلا سَببْ
وإذا سُئلتَ فقُلْ لهُمْ :
هي ثَورةُ التَصحيحْ
فالشارعُ العربيُّ أجبنُ مِن جبانْ
والحاكمُ العربيُّ يَحكُمُ
في الحياةِ وفي الضَّريحْ
في ذاتِ يومٍ
قُمتُ كي أُلقي خِطابًا
فجمَعتُ شعبي في الصباحْ
وظَللتُ أخطُبْ
عِشرينَ عامًا
خَمسينَ عامًا
أنا لستُ أذكرُ ما أقولْ
ويُناشدونني أن أُعيدْ
أنا لستُ أفهمُ ما أقولْ
ويُناشدونني أن أَزيدْ
إنِّي أُحسُّ بداخِلي
كلَّ ارتِياحْ
هُم يَصرُخونَ ويُرعِدونَ
كما الرياحْ
فإذا رَفعتُ مُسدَّسي
سكتَ النّباحْ
في ذاتِ يومٍ
قُلتُ أُعطي الناسَ
بعضَ الحقِّ أنْ يَتكلَّموا
فوجدتُهم لا يَنطقونْ
لا يَفرحونْ
لا يَحزنونْ
فجمعْتُ حاشِيَتي لأسألَهُمْ
أجابوا : سيِّدي
هذي هَياكلُهُمْ
وجَميعُهُمْ
مثلَ الفراعنةِ الكِرامِ
مُحَنَّطونْ
مِن يومِ أن حَكَمْتَهُمْ
يا سيِّدي
هُم مَيِّتونْ
فضَحِكْتُ مِنهُمْ
وسألتُهم :
لِمَ كلَّما كنتُ ..
أمرُّ يُصَفِّقونْ ؟