قلنا أن عقيدة القدماء كانت مبنية على أن الهدف من الحياة هو العودة إلى الزمن الأول حيث بدأ كل شئ على القطرة الإلهية السليمة و الخروج للنهار من ظلام الدنيا إلى نور الخلود
و انه لا يوجد حدث اعظم من ذلك يمكن ان تبنى له الاهرام أما لاستخدامهم في ذلك فعليا *و هو فرض حقيقي* او كنصب تذكاري في ميقات هذا الحدث *و هو فرض حقيقي أيضا* او لكلا الفرضين معا و هو ما يتوائم مع العقيدة المصرية و ما ذكر في متون أهرام الأسرة السادسة بعد ذلك
لذلك فإننا إذا أردنا معرفة عمر الاهرام الحقيقي فلابد أن نعرف ميقات حدث الزمن الأول الذي من أجله بنيت ليست الاهرام فقط بل الحضارة المصرية القديمة كلها
و بغض النظر عن الإثباتات الأثرية التي لابد ان نقر بصحتها إلا أننا نتحدث الآن عن الفرضيات النظرية فقط و عليه لابد ان نتعرف أولا على تلك الفرضيات قبل تفنيدها أو إثبات صحتها
و أول فرضيات محاولة معرفة ميقات الزمن الأول جاءت من هيرودوت
بداية فاتي و غيري كثير لا نعتبر هيرودوت سندا أو أن أقوله صحيحة او انها حدثت من الأساس و لا نعترف بقول مؤرخ بلا دليل و نعتبر قوله مثل قول أصحاب الاشاعات و الاخبار الغير حقيقة لكسب متابعين و شهرة بين الناس
تأتينا أخبار دائما يقول أصحابها
صرح مصدر مسئول أن الدولة سوف تقوم بفعل كذا دون أن يذكر من هو هذا المصدر المسئول و لا يتحقق من المعلومة
كذلك نجد أحدهم يقول
صرح أحد العلماء ان حدثا عالميا سوف يحدث في وقت ما أو أن حدثا قد حدث من قبل دون أن نعرف من هو أحد العلماء او مدى صحة حدوث الحدث من الأساس
كذلك فعل هيرودوت دائما
أخبرنا هيرودوت ان كهنة هليوبوليس قالوا له أن الحضارة المصرية مر عليها الوقت الذي حدث فيه إن الشمس أشرقت مرتين من حيث تغرب الآن و غربت مرتين من حيث تشرق الآن
تعالوا نقول كلام هيرودوت بلغة عصرنا
يقول هيرودوت
صرح علماء جامعة عين شمس ان عمر الحضارة المصرية مر عليه الزمان بحيث أشرقت الشمس مرتين من حيث تغرب الآن و غربت مرتين من حيث تشرق الآن
لن أحتاج إلى تفنيد و تكذيب كلام هيرودوت بعد كتابته بهذه الطريقة و لكننا سوف نستفيض في القول بانه
أولا نحن لا نعرف من هم الكهنة الذين تحدث إليهم هيرودوت
ثانيا لا يوجد اي توثيق لهذا القول و لو بالتلميح في اي اثر و لا بالترميز في أثارهم و ادبياتهم كما كانوا يفعلون دائما
ثالثا لا يوجد دليل على صدق حديث هيرودوت او ان هذا الموقف حدث من الأساس
رابعا يوجد الكثير من الاخبار ما ثبت كذبها و إدعاءها من قبل هيرودوت مما يجعله غير مصدر ثقة في نقل الاخبار على الإطلاق
خامسا فإن هيرودوت كان دائما ما يحاول ربط الحضارة اليونانية بالحضارة المصرية و أنها وريثتها الشرعية و لذلك كان لابد له إن يطيل امد الحضارة المصرية او ان يجعلها وريثة حضارة أخرى مثل ادعاءه بوجود حضارة اطلانتس التي ليس عليها اي دليل إلا اخباره و قصصه هي الآخرى
و قد آمن الكثيرين من العامة و العلماء بأخبار هيرودوت الغير مثبتة نهائيا تلك للدرجة التي جعلت أحدهم *يقال إنه عالم فرنسي يدعى شولر دي لوييس* يقول بفرضية ان معنى شروق الشمس من حيث تغرب الآن انها تعني شروق الشمس في برج الحوت و غروبها في برج الدلو و إن هذه الظاهرة تحدث كل 13000 سنة لربط نتيجته بالسنة الافلاطونية أو دورة سبدت أو السنة دورة الاعتدال التي تقدر ب 26280 سنة
و ذلك له تفنيده أيضا لأن هذا العالم و غيره لم يستطيعوا إثبات أو الإقتناع إنه يمكن ان تشرق الشمس من مغربها فلوا المعاني و قالوا إن الشمس تشرق من حيث تغرب لا تعني تشرق من مغربها *لا أدري كيف فسروها لغويا كذلك* و عليه فإن الشروق و الغروب هو حدث سماوي لا أرضي و هو أمر غير دقيق نهائيا
و على الرغم من وجود فكرة شروق الشمس من مغربها في معظم الادبيات و العقائد الدينية و يؤمن بها كل من يعتقد بأحداث القيامة الارضية الكبرى إلا أنه لا دليل إطلاقا على حدوث هذا الحدث بأي حال من الاحوال و لم يحدث إن أثبت أحدهم حدوث شروق الشمس من مغربها او معرفة متى يمكن ان يحدث ذلك مستقبلا علميا أو حتى نظريا
حتى الان
و عليه سوف نسأل نفس السؤال للمرة الثالثة
هل يمكن أن تشرق الشمس من مغربها و وقتها يمكن ان يكون كلام هيرودوت صحيحا؟
هل يمكن إثبات ذلك الحدث نظريا على الاقل ؟
هل يمكن ؟؟؟؟؟
تحريرا في القاهرة يوم
الإثنين 18/04/02/6264 سماوية/كمتية
الموافق 13/03/2023 شمسية/ميلادية
وفق التقويم الميقاتي أحمد شوقي
#أحمدشوقي
#الميقاتي
#سادة_الميقات
#إنبوچحوتي