شعر وشعراء
آذارُ ، أَيَّامُكَ البَهْجَةُ والأزهارُ، تُغَرِّدُ في أَجْوائِكَ الأطْيارُ،
شَمْسُكَ الصَّفْراءُ تَجْلوها الأنْوارُ، يَطِيبُ في رُبُوِعِك النُّزْهاتُ والمِشْوارُ، لَياليكَ الدَّافِئَةُ يُحْييها الغِناءُ والسُّمّارُ.
فيكَ آذارُ تَلْبَسُ الأَرْضُ حُلَّتَها القَشيبَةْ، وَتَصْحو البراعِمُ مِنْ سُباتِها بِكُلٌِ زِينَةْ، مُدَّ البَصَرَ لِكُلِّ ناحيَةٍ وَضِيئَةْ، وامْلَأْ رِئَتَيْكَ بِالْهَواءِ النَّقِيِّ بِعَزيمَةْ،
ومَتِّعْ عَيْنَيْكَ مِنْ كُلِّ رَوْضٍ وَخَمِيلَةْ، وَمِنْ بَعْدِ آذارَ نَيْسانُ الجمالِ والْبَهاءْ، انظُرْ إلَى قَطْرِ النَّدَى كَأنَّهُ بَحْر ُ ماء، وسَبِّحِ اللَّهَ تَعَالَى خالِقَ الأرَضينَ والسَّماءْ، والنُّجُومَ والكواكِبَ تدورُ في فضاءٍ بِلا انتِهاءْ
دُنْيَا مَعاشٌ لِلْوَرَى حَتَّى إذا
حَلَّ الرَّبيعُ فَإنَّما هِيَ مَنْظَرُ
أَضْحَتْ تَصوغُ بُطونُها لِظُهورِها
نَوْرًا تَكادُ لَهُ الْقُلوبُ تُنَوِّرُ
مِنْ كُلِّ زاهِرَةٍ تَرَقْرَقُ بِالنَّدَى
فَكَأَنَّها عَيْنٌ إلَيْكَ تُحَدِّرُ
(الشِّعر من الكامل لأبي تمّام)