الرئيسيةمقالات

علماء وأعلام الشريف د . محمد مختار عبد الله المفتي

بقلم : الشريفة رشا السيد أحمد المفتي


يفتخر وطننا العربي بآلاف العلماء الذين قدموا الكثير الكثير للبشرية وتركوا بصمة لا تمحى على مر الايام .

وتشاء الأقدار أن يكون لحفيدتك يا جدي قلم أدبي تخط به بعض زهرات من سيرتك العطرة , لذا سيكون حديثي اليوم عن قامة علمية من أرض الياسمين أنه جدي الشريف الدكتور محمد مختار المفتي رحمه الله تعالى
كم هو جميل أن أغوص في أعماق التاريخ لأستحضر إرثاً ومسيرة مشرفة أخطها بذاك القلم
فالشريف د.محمد مختار المفتي الحسني هو أول طبيب سوري قدم الى الاردن واختار مدينة الكرك التي احبها مسكنا له تاركاً خلفه دمشق وجنائنها وحارته الغناء.
ولد في عام 1893م في مدينة ديار بكر عاصمة الاناضول . حيث قدم إليها والده عبد الله المفتي الدمشقي من حارة مأذنة الشحم في حي الشاغور الشهير في دمشق عمل بالإفتاء ردحاً من الزمن ثم اعيد نقله للعمل في دمشق مفتياً للديار الشامية .
ادخل ولده محمد احد كتاتيب الحي هناك ومن ثم انتقل الى المدرسة الرشيدة وبعدها توجه الى اسطنبول والتحق بدار المعلمين ثم بكلية الهندسة عام 1916م ولكنه لاحظ ان ميوله العلمية تتجه نحو الطب فانتقل لإكمال دراسته في كلية الطب . عندما اشتعلت الحرب العالمية الأولى سيق ورفاقه للجيش برتبة ضابط في احدى مشافي حي الميدان في دمشق وبعد ان وضعت الحرب اوزارها عاد ليكمل دراسته في المعهد الطبي في الجامعة السورية في عهد الحكومة العربية بزعامة الملك فيصل تحت اسم المملكة السورية حيث انهى تحصيله العلمي ليتم تعينه كأول طبيب في مدينة الكرك عام 1920م براتب شهري وقدره 1400 قرشا مصريا تعادل اربع ليرات ذهبية عصملية. حيث كانت وسائر المدن الاردنية تتبع المملكة السورية .وكان ينتقل بين جرش والطفيلية والكرك حيث طاب له المقام و قرر فتح عيادته الخاصة والاستقالة من العمل الحكومي كما ذكرت جريدة الشرق في عددها 141 لعام 1926م .
كان رحمه الله شغوفا بمطالعة الأدب وقراءة الجرائد الرسمية وجريدة استطنبول وقص ماهو مفيد منها والاحتفاظ به وكان رحمه الله يتحدث بالتركية والفرنسية والعربية وكان يتنقل على جواده ليعاين مريضا غير مبالٍ بطول المسافات ومشقة الطريق متحديا كل الصعوبات التي واجهته من مشعوذين دخلاء على مهنة الطب ناشرا للوعي في كل مكان حل به لعلاج مريض فهو الطبيب المشخص والذي يقوم بدور الجراح والمخدر والممرض والصيدلاني بأن معا لعدم وجود المختصين آن ذاك . فهو طبيب شامل كامل لكل الأمراض وكل الاختصاصات . عينية قلبية عصبية وحتى الاسنان .لم يكتفي بذلك العطاء بل كان يحمل على عاتقه هم الأجيال وبناء الامة فكان يدرس الرياضيات والفيزياء والكيمياء والعلوم مما اكسبه محبة واحترام كل من عرفه وسمع عنه رحمه الله .
كما وانه كان عضوا مؤسسا لأول جمعية اردنية للأطباء والصيادلة التي كانت نواة فيما بعد لنقابات مستقلة.
وهو كان من المطلعين على علوم الأقدمين كإبن سينا والفارابي وغيرهم واكتسب من ابن سينا علم الطب النباتي فكان أول من اكتشف فائدة تناول الثوم لموازنة الضغط الدموي وكان يؤمن بفائدة الصيام لجسم الإنسان فيصوم الاثنين والخميس تيمناً بجدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولعل من أهم صفات جدي رحمه الله سلاسة العيش وبساطته وقربه من الفقراء والمحتاجين. وقد جعل من عيادته مكان اقامة للأطباء الجدد للإستفادة من خبرته العملية .
وقد عرضت عليه الوزارة في ذلك الوقت فرفضها قائلاً : إن المجتمع بحاجة لي كطبيب لا كوزير .
كان عروبياً اصيلاً يرفض كل اشكال التبعية والوصاية والاحتلال فزج به المحتل الانكليزي السجن فكان نعمة الله ورحمته الى المساجين و أهل المدينة معاً فعالج المريض وواسى المكلوم فسمي بالطبيب الحبيس كان حافظاً للقرآن وكثيرا من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم . وكانت من هواياته لعب الشطرنج مع الأصحاب بروحه المرحة وحديثه العذب مما يجعل للجلسة والمسامرة ألقا وفائدة وسرورا وكثيرا ما لعب الشطرنج مع الملك المؤسس عبد الله ابن الحسين رحمهما الله
وليس ذاك فقط فله مؤلفات طبية لم تنشر في كتب ومنها: مخطوطة عن أمراض الأطفال بعنوان أمراض الأطفال وعلاجها عام (1926) ، وبحوث وأوراق تتحدَّث عن أمراض داخلية , وكتاب عظيم يتحدث عن تلك الفترة لم ينشر حتى الآن
لقد قدم فترة زاهية جدا كطبيب وصيدلاني ومدرس لتلك المنطقة كان يعتز به من جميع أهل الكرك وأهل المنطقة الجنوبية , وكل المدن التي عرفته لسماحة خلقه وطيب مقوله وقدرته الطبية
وبعد هذه تلك المسيرة الطبية الطويلة من خدمة المنطقة أنتقل إلى بارئه في عام 1971 م وهو يحمل في قلبه الكرك المحروسة المدينة الشماء حبا لا ينتهي , فدائما كان يقول أنها منبع الرجال الأحرار والتاريخ الناصع من العصر القديم وحتى الوقت الحاضر والقلعة التي لا تساوم على حريتها أبدا
وهنا وثيقة نسب تثبت نسب الشريف د . محمد المفتي الحسني والشاعر الشريف أسامة المفتي الحسني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق