الرئيسيةثقافه وفكر حرمنظمة همسة سماء

سلسلة محاضراتي “تاريخ اللغة العربية في أوروبا/ تكملة

فاطمة ابو واصل اغبارية

فرج بن سالم اليهودي،
ترجم لكارلس أنشو ملك نابولي سنة ١٢٧٩ كتابًا طبيًّا للرازي، ولا تزال نسخة منه محفوظة للآن في الكتبخانة الأهلية في باريس.
وقد أسس ريموندده بينافور Raymond de Benafortبمساعدة ملوك كستيليا، وأراجون في الأندلس مدارس لتدريس اللغة العربية بمدينة مورجيا، وتونس، وكان عدد أساتذتها ثمانية من الرهبان الدومينيكان بينهم ريموند مرتيني Raymond Martini المولود سنة ١٢٣٠ تقريبًا، وقد أتقن هذا اللغات العربية والعبرانية والكلدانية واليونانية، وهو معروف ومشهور.
وأسس الفونس ملك أراجون سنة ١٢٥٤ بمدينة إشبيلية معهدًا لدراسة اللاتيني والعربي؛ بقصد تسهيل الاختلاط بين النصارى والمسلمين، وكان المسلمون معلمي النصارى والدومينيكان، كما يتضح ذلك من قرار مدرسة فالنسيا،٨وقد ترجم غالب Galippus والمظنون أنه كان من نصارى مدينة توليدو (طليطلا) في سنة ١١٩٧ كتاب المجست من تأليف بطليموس، وكان ذلك بناء على أمر السيد دانيل ده مورلي.
وأما أول آجرومية عربية طبعت في أوروبا، فهي التي أصدرها بطرس دي القلعة Petro de Alcala في غرناطة سنة ١٥٠٥، وكان عنوانها هكذا:
Arte para legeramente saber la legua Araviga. Vocabulista aravigo en letra castellana. Fue interptata es ta obra y vocabulista de romance en Aravigo en la grande y muy nombrada cidad de Granada Por Fray Petro de Alcala, Hieronymo 1505.
وقد ذكرنا العنوان حرفيًّا لأن هذا الكتاب نادر جدًّا، وعلى غاية من الأهمية، والكتبخانة الأهلية في باريس لا تملك غير فهرس الكلمات، والكتبخانة الأهلية في فيينا تمتلك نسخة منه، أما العبارات العربية فيه فمطبوعة بالحروف اللاتينية، وقد قلد المؤلف حرف ع بعبارة aٔ وخ بعبارة h֔وث بعبارة ĉ والمهم في هذا الكتاب هو كيف كانوا ينطقون باللغة العربية بالأندلس في ذلك الوقت.٩
أما كتاب Bréviaire de la Sonna فإنه شديد الأهمية، ونحن نلفت إليه الأنظار بنوع خاص؛ لأنه حدث في أواخر القرن الخامس عشر، أي قبل فتح مدينة غرناطة، إن معظم المسلمين الأندلسيين كانوا قد أهملوا لغتهم العربية سواء في المدن أو القرى؛ إذ إنهم اختلطوا مع الأهالي النصارى، وتزاوجوا معهم، وتكلَّموا الإسبانية، وقد فتر شعورهم الديني الإسلامي، على أن المتمسكين بدينهم افتتحوا المدارس لقراء القرآن، وتغيرت الأحوال حتى صارت الأمة العربية في الأندلس لا تكاد تعتبر كأمة أجنبية، فاضمحل شأن الدين الإسلامي بينهم، فأخذ عيسى بن جابر مفتي جامع سيجوفيا سنة ١٤٦٢ في تأليف دليل لتفهيم المسلمين الذين نسوا مع الزمن لغتهم العربية، وكان هذا التأليف يحتوي على ترجمة جزء من القرآن، ويليه قواعد السُّنَّة الشرعية، وسمَّى كتابه هذا Breviario Zunni وذكر أقوال النبي الشريفة مفسرًا إياها باللغة الكاستلية بقوله:
Compendiosas causas me movieran a interpretar la divina gratia del Santo Alcoran de lengua arabiga en castellana.

ولما كانت الضرائب التي فرضت على المسلمين في الأندلس فادحة وجسيمة، فإنهم عجزوا عن الاحتفاظ بمدارسهم الخصوصية، فتركوها.

ونحن نعثر على الكثير من أسماء اليهود الذين اشتغلوا واشتهروا بأبحاثهم العلمية في الطب والنباتات وعلم الطبيعة والفلك والفلسفة في القرن الخامس عشر. وقد صدر في البندقية سنة ١٥١٤ كتاب Salat essawai وهو أول كتاب طبع في أوروبا بحروف عربية، وعلى عهد الملك فرانسوا الأول قام في فرنسا رجل مشهور اسمه:
يتبع ……

غليوم بوستل

المصادر..

تاريخ تعليم اللغة العربية في أوروبا

يوسف حنا جيرا: مستشرقٌ نمساوي، وعالمُ لُغَويات، وهو تلميذُ المستشرقِ الألمانيِّ أدُلْف فارمُند، ومن مؤلَّفاتِه «تاريخُ دراسةِ اللغةِ العربيةِ بأوروبا»، كما له بعضُ المقالاتِ منها: «الغجرُ وأصلُهم وأحوالُهم».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق