ثقافه وفكر حر

جمال لغتنا مع صرفها ونحوها

في اللغة العربية فرق كبير بين القياس والاستعمال. فمثلًا، القياس أن الفعل على وزن “أفعَلَ” يكون مصدره على وزن “إفعال”، مثل “أكرَمَ” الذي مصدره “إكرام”، و”أصرَّ” الذي مصدره “إصرار”.
ولكن يخرج عن هذا القياس الفعل “أحَبَّ” الذي مصدره القياسي “إحباب”، ومصدره المستعمَل “حُبّ”، و”حُبّ” هو مصدر الفعل الثلاثي “حَبَّ” قليل الاستعمال.
وهذا ليس شذوذًا عن القاعدة، ففي اللغة العربية يمكن أن يحلّ المصدر الأقلّ في الرتبة (المشتقّ من فعل عدد حروفه أقل) محلّ المصدر الأعلى في الرتبة (المشتقّ من فعل عدد حروفه أكثر)، فتقول مثلًا: “تَعلّمتُ علمًا” بدلًا من “تعلّمتُ تعلُّمًا”، و”استخبرتُ عنه خبرًا” بدلًا من “استخبرتُ عنه استخبارًا. ومثله ما جاء في قوله تعالى: “واذكر اسم ربِّك وتَبتَّل إليه تبتيلًا”، باستعمال المصدر الرباعي “تبتيلًا” بدلًا من المصدر الخماسي “تبتُّلًا”.

من ذلك أيضًا أن الفعل “مات” اسم الفاعل منه قياسًا هو “مائت”، أما المستعمل فهو “ميّت”، وهو على وزن صيغة المبالغة “فعيل”، ولا ضير من استعمالها في موضع اسم الفاعل.

لا يعني هذا أن استعمال القياس خطأ في هذه الحالات، بل يمكن أن تستعمل “مائت” و”إحباب” و”حَبَّ”، إلخ، ولكن استعمال المستعمَل الشائع أفضل ما دام صحيحًا.

عن الصرف والنحو

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق