“في القدس أبنية حجارتُها اقتباسات من الإنجيل والقرآن”
(تميم البرغوثي)
أسواق القدس هي واحدة من أبرز معالم المدينة المقدسة، وهي تجاور الحرم القدسي الشريف،و تعانق أسواره وتلتصق بها التصاقاً تاماً،حتى أصبحت جزءاً من هذه الأسوار. وتمتاز الأسواق ببهاء قبابها وبديع مناظرها، إذ تحلق بالمرء إلى فضاءات التاريخ حيث كانت هذه الأسواق في عزها أيام الأيوبيين والفاطميين والمماليك والعثمانيين.
وأسواق القدس عبارة عن شوارع صغيرة على جوانبها محال تعتليها منازل مقببة الأسقف،وعلى نوافذها مشربيات خشبية، وفي كل شارع طويل تستقر محال تجارية تبيع نفس النوع من البضائع، ويطلق عليها اسم البضائع التي تبيعها.
ويعود تاريخ هذه الأسواق إلى قبيل الاحتلال الإسرائيلي عام 1948م، فقد بنيت في عهد الأمويين، وحدثت في العهد العباسي، وبعد ذلك طبع المماليك صبغتهم عليها، وآخر اللمسات المعمارية أيضا كانت عثمانية الشكل،وقد طرأ عليها تغيير بعد عام 1967م، حيث طمست أعداد منها، وبني مكانها الحي اليهودي الذي يقوم على (116) دونما من مجموع مساحة البلدة القديمة البالغة (871)دونما، وما تزال أسواق القدس، أو ما بقي منها، ميزة للمدينة
أسواق القدس:
▪ سوق العطارين: وهي سوق مسقوف تقع بين سوق اللحامين وسوق التجار، وفي سقفها نوافذ كثيرة لنفاذ أشعة الشمس،ويصل طوله إلى 300م وعرضه متران ونصف، ويوجد فيه مائه وستة حوانيت متعددة منها خمسة حوانيت متخصصة في بيع العطارة أوْقَفَهُ صلاح الدين الأيوبي على مدرسته الصلاحية في القدس.
▪ سوق اللحامين: تبدأ من سوق البازار في الشرق وتسير إلى سوق النحاسين في الشمال، وهي سوق قديمة ومغطاة، ويوجد في سقفها نوافذ للتهوية والإضاءة. عرف بهذا الإسم لوجود كثير من محلات بيع اللحوم الطازجة والأسماك.
▪ سوق باب القطانين: وهو من أقدم أسواق القدس، يبلغ طوله 100متر وعرضه 10 أمتار، وعلى جانبيه دكاكين، وكانت عند إنشائها سنة 737هـ/ 1336م معدة لبيع جميع أنواع الأقمشة والبضائع التي كانت تحملها القوافل التجارية من الهند إلى القدس عن طريق بُصرى وبغداد والموصل.
▪ سوق الحصر: وهي سوق قديمة وصغيرة،تقع في آخر سوق البازار من الشرق تجاه سوق اللحامين من الجنوب. سمي بهذا الاسم لكثرة بائعي الحصر والسجاد، حيث كان مرتعاً لتجار الحصر والسجاد.
▪ سوق البازار: وهو سوق تمتد من سويقةعلون غرباً حتى ملتقى سوق الحصر وسوق اللحامين شرقا. وفيه تباع الفواكه والخضراوات ويمتاز بأرضه المرْصوفة بشكل رائع جميل.
▪ سوق باب السلسلة: يتفرع من هذه السوق إلى جهة الجنوب زقاق يتخلله الكثير من الدرج، وكان يوصل إلى حائط البراق الواقع إلى الغرب من المسجد الأقصى المبارك، وكانت هذه السوق في الجانب الأخير لسوق التجار من الشرق وتتصل بهوبسوق الدلالين.
▪ سوق اليهود: هو مستحدث بعد النصف الثاني من القرن التاسع عشر، ويقع مقابل سوق التجار والصياغ ولم يكن يفصل بينهما إلا بعض الدكاكين، وهي سوق طويلة تلتقي بالسوق الكبيرة من الشمال،وكان معظم سكانها من اليهود إلى عام 1936م حيث تناقص وجودهم بعد هذا التاريخ بسبب الثورة التي شهدتها القدس وسائر الأراضي الفلسطينية، إلا أنهم عادوا بعد عام 1967م واحتلوا مساحات أكبر من البلدة القديمة بما فيها الأسواق، قسم هدموه وأزالوه من الوجود بما فيه من أبنية وأسواق ومدارس، وقسم آخر سيطروا عليه واستغلوه لأغراضهم الخاصة.
▪ السوق الجديدة: تقع بباب الخليل وعلى بعد سبعين ذراعاً منه إلى الشرق تجاه القلعة.
▪ سوق الباب الجديدة: هو سوق تقع قرب باب الجديد أحد الأبواب الشمالية لمدينة القدس. فتح زمن السلطان عبد المجيد الثاني شمال المدينة والكازانوفا.
▪ سوق التجار:ومن أسمائها سوق الصياغ،وهي تقع شرق سوق العطارين وتسير على محاذاة نصفها القبلي ثم تتصل بها،وجنوب سوق الباشورة، وهي سوق قديمة مسقوفة وبسقفها تنفذ أشعة الشمس والهواء.
▪ السوق الكبيرة: ويسمونها سوق الخضرة تبدأ عند ملتقى سوق اليهود بسوق التجار غرباً، وتمتد حتى باب السلسلة شرقاً، وهي مقبوة ولها نوافذ في سطحها،وفي منتصفها إلى الشمال خان رحب يعرف بخان السلطان فيه بعض المطاحن والمعاصر.
▪ سوق الباشورة: تقع جنوب سوق العطارين، والباشورة كلمة تعني القلعة،وكانت فيما مضى مقر الحكام المماليك وهو من الأسواق القديمه التي يعود تاريخها للعصر الروماني.
▪ سوق النحاسين: تقع إلى الشمال من سوق اللحامين وإلى الجنوب من باب خان الزيت.
▪ سويقة علون: تمتد من موقع الموقف الكائن تجاه القلعة من الغرب حتى ملتقى طريق البازار وحارة النصارى من الشرق. وسميت بهذا الإسم نسبة إلى عائلة علون المقدسية،وهي من الأسواق المزدهره بالسياح الأجانب حيث أنها تقع في حي النصارى قرب باب الخليل.
▪ سوق باب حطة :وهي سوق تقع في حي باب حطة شمال الحرم القدسي، وأما اليوم فهي أقل الأسواق حركة ونشاطاً. وهي مستقلة عن جميع أسواق المدينة ومنفردة عنها.
▪ سوق باب خان الزيت: عرف السوق بهذا الإسم نسبة إلى وجود خان أثري فيه يعرف باسم “خان الزيت” حيث كان في أوائل القرن الماضي في القرن العشرين يمتاز بمعاصر زيت الزيتون، وكان في كل معصرة مخزن كبير (خان) لزيت الزيتون.
▪ سوق باب العمود: تقع بين خان الزيت جنوبا وباب العمود شمالا، ويوجد بين السوقين زقاق يوصل من جهة الغرب إلى الخانقاه الصلاحية، ثم حارة النصارى.
▪ سوق افتيموس: اشترى أرضه البطريرك أثنابيوس سنة 1837م من آل العلمي، فهي من أملاك البطريركية الأرثوذكسية، وقد بنى فوقها الأرشمندريت أفتيموس سوقا