إسال طبيبك في الطب البديلالصحه والجمال
تاثير الافكار على الوزن
عندما نتحدث عن زيادة الوزن أو فقده، فعادة ما نتطرق للحديث عن كميات الطعام التي نتناولها ونوعية الأغذية، وأوقات الأكل، والنوم، وكذلك مستوى النشاط البدني. ولكن، هل هناك عوامل أخرى غير ذلك؟
في الواقع، إن الطريقة التي تفكر وتشعر فيها تؤثر على جميع أمور حياتك، ومنها وزنك! قد يبدو هذا الأمر غريباً لدى البعض، ولكن عقل الإنسان وتركيبه العصبي المرتبط بكل خلية في الجسم يمنحه القدرة أيضاً على التحكم في الكثير من العمليات الحيوية بطريقة مباشرة أوغير مباشرة. على سبيل المثال: من الممكن أن يتحول الجسم من وضع حرق الدهون إلى وضع تخزين الدهون، استجابة إلى الدماغ.
في دراسة على فئران التجارب نشرت في المجلة الطبية “إي-لايف”عام 2017، وجد الباحثون أنه يوجد خلايا في الدماغ تعمل على تثبيط حرق الدهون عندما يكون الطعام قليلاً. تشير هذه النتائج إلى أن الخلايا العصبية في الدماغ تنسق الشعور بالشهية، وتنسق كذلك حرق الدهون لإنتاج الطاقة، أو تفعل تخزين السعرات الحرارية إلى دهون ، وكل ذلك يعتمد على الظروف المحيطة في الجسم. بالمثل، يستجيب الدماغ لأفكارنا ويتأثر بها؛ فقد تختلف كيمياء الدماغ وتركيبه مع تغير حالة الأفكار والمشاعر لدينا.
في دراسة نشرت في مجلة الأعصاب “نيورو” عام 2014، وجد أن ممارسة التأمل بانتظام أدى إلى زيادة المادة الرمادية في الدماغ عند البالغين. إن المادة الرمادية مسؤولة عن النشاط الحسي والعضلي، ويشمل ذلك التعلم، والذاكرة، والوظائف الذهنية والانتباه. وكذلك، التحكم بالحركة، والتوازن، والدقة، والتنسيق.
في هذا المقال، سنلقي الضوء على تأثير الدماغ على كسب الوزن، كما سنتعرف هلى كيفية خسارة الوزن من خلال تغيير طريقة التفكير.
- كيف يمكن للدماغ أن يؤثر على زيادة الوزن؟
- أولاً: قد يحول الدماغ الجسم من وضع حرق الدهون إلى وضع تخزينها
- ثانياً: عندما يسمح الدماغ للأفكار السلبية بالتحكم به
- ثالثاً: عندما يصبح القلق والاكتئاب هو المغذي للاحتياجات
- رابعاً: الإجهاد الفكري يعطل بلوغ الهدف بانقاص الوزن
- خامساً: اطلاق الأحكام على النفس
- سادساً: عدم المقدرة على سؤال نفسك حول عاداتك الغذائية
- سابعاً: الشعور بالكبرياء يعطل التفكير في البحث عن المساعدة
- كيف يمكن خسارة الوزن من خلال تغيير طريقة التفكير؟
كيف يمكن للدماغ أن يؤثر على زيادة الوزن؟
أولاً: قد يحول الدماغ الجسم من وضع حرق الدهون إلى وضع تخزينها
هناك العديد من الخرافات المنتشرة حول زيادة الوزن، ولكن واحدة من الأمور التي لا يمكن إنكارها هي أن الدماغ لا يحب اتباع نظام غذائي! فإذا كان الطعام شحيحاً فإن الدماغ سيجعل الجسم يتوقف عن حرق الدهون ثم يتحول إلى وضع التخزين، وهذه إحدى أسباب زيادة الوزن التي ليس لها علاقة بكمية الطعام التي نتناولها، بل تنتج عن تأثير الدماغ واستجابته.
ثانياً: عندما يسمح الدماغ للأفكار السلبية بالتحكم به
إن أكثر الأمثلة وضوحاً على قدرة الأفكار السلبية على التحكم في سلوك الشخص نحو الطعام، هي الإعلانات التجارية المتعلقة بالأغذية الصحية! حيث إن هذه الإعلانات مصممة بطريقة تجعل الناس يشعرون بالسوء تجاه أجسادهم وأنفسهم، وترسخ لديهم الاعتقاد بأنهم يحتاجون إلى إنفاق الكثير من الأموال على البرامج الغذائية والأطعمة، والتي غالباً لا تحقق نجاحاً لديهم، ثم يزداد شعور الشخص سوءاً ويدخل في حلقة من المشاعر السلبية ولوم النفس.
قد يستغرق الأمر الكثير من الوقت للخروج من هذه التأثيرات التي تكون سبباً في عدم تقدير الشخص لجسمه مهما كان شكله وحجمه.
ثالثاً: عندما يصبح القلق والاكتئاب هو المغذي للاحتياجات
يمكن أن يؤثر القلق بشكل كبير على النظام الغذائي. يظهر تأثير القلق بشكل مختلف من فرد إلى آخر؛ فقد يجد بعض الأشخاص أنفسهم بحاجة إلى التحكم في كل غرام أو أونصة من الطعام الذي يتناولونه، وقد يشعر البعض الآخر بالحاجة إلى الإفراط في تناول الطعام، وقد يفقد البعض الآخر شهيتهم تماماً. بالمثل، فإن الاكتئاب أيضاً يدفع إلى حدوث خلل في العادات الغذائية؛ حيث يتغير مزاجك الغذائي ومنظورك بشكل كبير. يمكن أن تظهر مشاعر الاكتئاب بنهم في الأكل أو الجوع.
لذلك لا بد من معالجة هذه المشاعر وإدراك ما يحدث وطلب المساعدة المناسبة حتى تتمكن من اتخاذ خطوات لعدم ترك الاكتئاب يؤثر على صحتك ووزنك.
رابعاً: الإجهاد الفكري يعطل بلوغ الهدف بانقاص الوزن
عندما تراقب السعرات الحرارية التي تتناولها باستمرار، و عندما تجبر نفسك على الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية، وعندما تقاوم الرغبة الشديدة في الأكل أثناء ساعات الليل، فستشعر حينها بالضغط والإجهاد أكثر من أي وقت مضى ويمكن للدماغ الذي يعاني من الاجهاد أن يعطل ببراعة جهودك في إنقاص الوزن!
عندما يشعر الشخص بعدم الراحة والأمان حيال جسمه وعاداته الغذائية، فقد يقيد نفسه عن تناول نوع معين من الطعام أو كمية معينة.
إن جسم الإنسان مصمم لإنقاذ نفسه بنفسه، فهو لا يعلم بأن الشخص قد خطط مسبقاً لتقييد نفسه عن تناول شيء معين، هو يشعر فقط بعدم الاكتفاء، وبالتالي، سيحدث تغيير وتراجع في الأيض بشكل أوتوماتيكي للحفاظ على طاقته. تعزز هذه العملية تناول المزيد من أجل البقاء، مما يدفع الشخص إلى الإفراط في تناول الطعام والهوس دون وعي تجاه الطعام.
خامساً: اطلاق الأحكام على النفس
هل تشعر بشعور سلبي أم إيجابي عندما تفكر في وجبة دسمة كالدجاج المقلي أو البرجر؟ ماذا تشعر عندما تفكر بتناول سلطة بمكونات “صحية”؟ مع تقدمنا في العمر، والبدء في إعطاء معاني مختلفة للأطعمة المتنوعة التي نتناولها، نبدأ عن غير قصد – وغالباً بلا وعي- في تصنيف هذه الأطعمة إلى جيد وسيء.
إن إزالة المسميات عن الأطباق التي نتناولها سيغير من التركيز تجاهها. فالأطعمة ليس لها عناوين، والأكل ليس أبيض وأسود. بمجرد أن لا يكون للطعام مهمة أخلاقية، ستكون سلطته عليك أقل بكثير.
سادساً: عدم المقدرة على سؤال نفسك حول عاداتك الغذائية
هل تسأل نفسك لماذا آكل قبل وضع قطعة من الحلويات في فمي؟ هل هذا هو الطعام الذي أرغب في هذا النوع، أم أن هناك شيء آخر؟
يسعى بعض الناس إلى الشعور بالراحة النفسية عن طريق الأكل حتى وإن لم يكونوا جائعين حقاً. لا بأس في تناول الطعام لأسباب عاطفية، مثل تناول الكعكة في حفلة عيد ميلاد، ولكن يجب أن تكون قادراً على التعرف على تلك الرغبات وأن تقرر بنفسك ما إذا كان الطعام هو ما تريده أو تحتاج إليه، أو إذا كان هناك شيء آخر يخدمك بشكل أفضل.
إن الإجابة الواضحة عن سبب تناول الطعام يخدم عاداتك الغذائية بشكل كبير ويقلل من وطأة السيطرة العاطفية عليك وعلى رغباتك.
سابعاً: الشعور بالكبرياء يعطل التفكير في البحث عن المساعدة
قد تشعر في بعض الأحيان بأنك تواجه مشكلة حقيقية مع نفسك في إطار شكلك ووزنك، وربما كنت قد استطعت تحديد ماهية هذه المشكلة، ولكن أحياناً أخرى قد لا تستطيع تحديد طبيعة المشكلة التي تواجهك أصلاً. من أكبر العوائق التي تواجه الفرد في هذا الجانب هو عدم المقدرة على الاعتراف للنفس بوجود مشكلة أصلاً، ويزداد الأمر صعوبة بعدم المقدرة على الاعتراف بالحاجة إلى المساعدة!
إن كسر وتجاوز سلسلة المعتقدات المتعلقة بالحميات الغذائية والخوف من الغذاء أمر صعب ويستغرق وقتاً وممارسة، وربما يحتاج الشخص إلى دعم ومساعدة متخصصة من قبل مختص في الأكل الحدسي (بالإنجليزية: Intuitive Eating) حيث يمكن اتباع نهج غير الحميات الغذائية يتعلق بالتفكير والسلوك والمشاعر.
- حاول أن تلتقط الأفكار السلبية المتعلقة بالسلوكيات الغذائية السابقة، وكن فضولياً حولها. إن الحياة تلقي علينا بدروسها يومياً ولكننا بحاجة إلى استقبال هذه الدروس وإدراكها. مثلاً: يمكن أن تلحظ على نفسك أنك تؤجل البدء باتخاذ خطوات نحو تغيير عاداتك لأنك في العمق تعتقد بأنك لست قادراً على ذلك. إن إدراكك لهذه الأفكار المقيدة هو أول خطوات التغيير السريع.
- حاول أن تزيل الاغراءات والتوقعات التي يضعها دماغك تجاه عاداتك، لأن الدماغ يحكم فوراً على العادات القديمة لديك. مثلاً، يمكن تناول الأطعمة بأطباق صغيرة؛ فقد يعتقد دماغك بأنك تحتاج إلى كميات وأطباق كبيرة بناء على حكم مسبق، ولكن قد لا يكون ذلك الأمر حقيقياً!
- حاول أن تصبر على نفسك وتنتظر 20 دقيقة قبل التفكير بتناول المزيد من الأطعمة، لأن المعدة تحتاج إلى 20 دقيقة قبيل إصدار إشارة للدماغ لحاجتها إلى المزيد من الطعام، يقود ذلك إلى أهمية الأكل ببطء. هذه العادة قد تحدث تحولاً جذرياً لديك.
- حاول أن تقوم بأشياء لم تقم بها من قبل أو كنت تخشى القيام بها، سيغير ذلك من طريقة تعاطي الدماغ مع الأحداث ويكسر قاعدة المستحيل والغير ممكن بما يتعلق بعاداتك الغذائية.
- حاول أن تضع مساحات من الوقت في الصباح والمساء بدون تناول أي طعام، لتمنح الفرصة لجسمك من أجل الراحة والهضم والحرق وإعادة البناء.
- خصص مكافأة لعاداتك الجديدة حتى لو كانت تغييرات بسيطة، فسر النجاح الطويل الأمد هو النجاحات الصغير المستمرة والمتتابعة.
حساب مؤشر كتلة الجسم