الرئيسيةشعر وشعراءمنظمة همسة سماء

قراءة نقدية لقصيدة والصمتُ في عَينيْكِ نظمها ( أ د عبد الله السُّلّمي )

نقد الدكتورة فاطمة ابوواصل اغبارية

والصمتُ في عَينيْكِ يَسألُ كيف جِئتَ إلى هُنا
ومتى وَصَلتَ إلى جَمالي وانتهَيْتَ إلى السّنا
فأَقولُ أبْحَثُ ذاكِ نِصفَ القرْنِ كُفوًا أحْسَنا

أتراكَ شَوقُك راحَ يُسْكِرُني بأنواعِ المُنَى
قَدْ جِئتُ نَحوَكِ يا لَفَلْذَةَ الكبِد سَنا
ويكونُ جِرمُكِ ساحِرًا وجَمالُ عَينكِ آمِنًا
والبَحرُ سَاجٍ صامِتٌ مثلَ عينِكِ بِالْهَنَا
أبْحَرْتُ أسبَحُ باليدين مُهَرْوِلًا مُتَمكّنا

جِئتُ إليكِ مُسالِمًا أم جئتِ عندي بالضَّنا
لا تسْأليني مَنْ أنا ، أنتِ عَرَفْتِ مَن أنَا
أنا عاشقٌ لجَميع حُسْنِك والجَمالِ يا سَنا
دَرْبِي كدَرْبكِ لا يكونُ مَع الوَنَى
فَلتَحْمِلي لي صوتَ حُبّ غاليًا بين الدُّنا
ودُنايَ يَملَؤُها المَحبّةُ لا لَا بالغِنَى

يا ليتَ كَوْنِي كانَ ذاكَ هُنا أو هُنا
ونُعَانِق الآمالَ دَهْرًا لا يكون ضَياعَنا
وَلْتَحْتَوِيني في ضَميركِ سُلْوَةً فينا لَنا

لو نَحْنُ مَرّاتٍ بالوِلادَة أنتِ وأنا
نَحيَى ونَحْيى ثم نَحْيَى جدِّدِ ي مِيلادَنا
أم ترَينَ كَفاكِ حُبّي بالتدَاوُل بَيْنَنا
فَعزَمْتِ أنتِ بذاكِ ، ما حالي أنا ؟
فمُكَسّرٌ قَلَمِي أمَزِّقُ كلّ أوْرَاقي أنَا

( أ د عبد الله السُّلّمي )

بعد قراءة القصيدة  أقدم نقدي بكل تواضع  👇

القصيدة رومانسية وجدانية، تتأرجح بين الوله والعشق من جهة، وبين الحيرة والألم من جهة أخرى. يُخيّل للقارئ أنه أمام قصة حب سامية، لكنها أيضًا تتأرجح بين اللقاء والوداع، بين التمني والانكسار. أسلوبك أقرب للمدرسة الكلاسيكية لكن بلمسة حداثية في التراكيب والصور.

. اللغة والصور الشعرية
• استخدمت لغة قوية وعاطفية، فيها الكثير من الصور الشعرية الجميلة مثل:
• “والصمت في عينيكِ يسألُ”
• “جئتُ نحوكِ يا لفَلذةِ الكبدِ سنا”
• “والبحر ساجٍ صامتٌ مثل عينيكِ بالهنا”
• التشبيهات تحمل طابعًا وجدانيًا عميقًا، وتشير إلى عاطفة صادقة وناضجة
معاني ورسائل داخل القصيدة :
• القصيدة تحمل تيارًا شعوريًا متدفقًا: بدايتها من الدهشة والإنبهار، ثم تنتقل تدريجيًا نحو التمني، ثم إلى نوع من الانكسار والأسى.
• السطر الأخير: “فمُكسّرٌ قلمي أمزّقُ كلّ أوراقي” يعطي إحساسًا بختام مأساوي رقيق، وكأنه يُسدل الستار على قصة حب لم تكتمل
من ناحية الوزن والإيقاع:
• هناك محاولات واضحة للمحافظة على الإيقاع، لكنه أحيانًا يتفاوت قليلًا. إن كنت تنوي تطويرها لتكون موزونة بالكامل، عليك مراجعة الوزن والعَروض.
• لكن إن كان الهدف هو شعر التفعيلة الحر أو النثر الشعري، فهي موفقة جدًا من حيث التدفق والتعبير العاطفي
خلاصة كلامي
قصيدة رقيقة، صادقة، مليئة بالشوق والاشتياق والانكسار. تنمّ عن قلم حساس وقادر على التعبير بعمق، وفيها إمكانيات رائعة لتطوير أسلوب شعري مميز لك
وفقك الله

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق