
لماذا المثقف العربي من المحيط الى الخليج مهزوم نفسيا وثقافيا وتأثيره على مجريات الأمور في بلده تقترب من الصفر ؟ ولماذا ثقته بموروثه الحضاري ضعيف وهو مهووس ومعجب دائما بثقافة وعادات الغرب ويميل دوما نحو كل ما يبثه الغرب, مهما كان غير مناسب لعقليتنا وعاداتنا , حتى لو كان غير ناجح أصلاً في مصدره بالرغم من ان موروثنا الحضاري هو الأصل? .هل مثقفنا يشعر بالنقص اتجاه الرجل الغربي ؟ لماذا لا يحمل المثقف العربي هموم مجتمعه ؟ لماذا هذه العزلة الاجتماعية أيها المثقف ؟لماذا لا تقود التغيير وتنهض بمجتمعك الى الامام ؟ كل الشعوب تتقدم وتتطور الا مجتمعنا , ما هو السبب؟
وبالنسبة لمثقفي مجتمعنا العربي في البلاد أقول لهم , المثقفون والمتعلمون هم العمود الفقري لكل مجتمع ومنهم يخرج القادة الذين يقودون شعوبهم ومجتمعهم نحو الافضل من تطور وتقدم وازدهار , فأين مثقفينا من هذا ؟ لماذا لا يقودوا مجتمعهم نحو الأفضل ويؤثرون على مجريات الأمور ؟ ولماذا يقف المثقف العربي الفلسطيني في الداخل , موقفا سلبيا اتجاه ما يجري في مجتمعه ؟ هل هذا الموقف السلبي وعدم الاكتراث بما يجري من عنف وقتل وتردي في المجتمع , نابع من التربية الأسرية التي تركز على الانتماء والولاء للعائلة وليس للمجتمع بصورة عامة او نتيجة عجزه أو نتيجة تهميشه من قبل المجتمع ؟ أو نتيجة أنانيته واهتمامه بمصلحته الخاصة ؟ أو كما يقول المثل : زاحت عن ظهري بسيطة ؟
غياب المثقف العربي يلقي بظلاله السلبية على تطور وتقدم المجتمع , فلا توجد ثقافة في المجتمع ما دام لا يأخذ المثقفون دورهم الفعال في المجتمع , لان المثقف هو الذي يملأ عقل الفرد بالقيم والأخلاق والعلم والمعرفة , وهو الذي يرشد ويوجه ويصنع الوعي عند افراد المجتمع , ويحرك الجمود السائد في المجتمع , وهو البوصلة الموجهة , وهو الذي يصلح الخلل في المجتمع , وتغير انماط الحياة نحو الافضل , وهو الذي يبني منظومة ثقافية وعلمية القادرة على مواجهة تحديات الحياة , وهو الذي يعالج ويقلص الأوضاع السيئة والسلوك العنيف , ويحارب الجهل , وهو الذي يبني الأجيال واعدادهم اعدادا جيدا لتسلم مهامهم الاجتماعية مستقبلا .
ان انعزال المثقف جانبا دون التأثير على مجريات الحياة من شأنه أن يزيد الوضع الاجتماعي ترديا وسوأ , لان الثقافة والعلم هما الدرع الواقي للمجتمع من الفساد والجهل والفوضى وانتشار العنف والجريمة والانهيار .
أخي المثقف , أين شهامتك ومروءتك ونخوتك , أبناء مجتمعك ينادونك بأعلى أصواتهم بأنهم بحاجة إليك وبحاجه الى أفكارك الخلاقة , ويطلبون منك أن تأخذ دورا فعالا في الحراك الاجتماعي والتوعية لتقود المجتمع الى شاطئ الأمان , فالأمواج تعصف بمجتمعنا وتزعزع اركانه نتيجة الظروف الصعبه التي يمر بها , حيث يكثر العنف والقتل , وكذلك انتشار المخدرات بين الشباب , وهناك عجز كبير عند الجهات الرسمية والشعبية بالتصدي لهذه الأوضاع الخطيرة وعلاجها , فتدخلك أصبح واجب وطني لإنقاذ المجتمع من السقوط الى الهاوية , فكما قال المثل : ” لا يحرث الارض الا عجولها “.
الدكتور صالح نجيدات