ثقافه وفكر حر

السيرة الذهبية محمود درويش

صالون العمرة الثقافي

ساهم في نقل القضية الفلسطينية من قضية وطنية إلى قضية إنسانية عالمية
عمل في جريدة “الاتحاد”، وفي مجلة “الجديد”
عمل في القاهرة في صحيفة “الأهرام”، التي كان يرأس تحريرها محمد حسنين هيكل، تعرّف إلى كبار الكُتّاب المصرين، مثل نجيب محفوظ، ويوسف إدريس، وتوفيق الحكيم.
أتقن العبرية والإنكليزية والفرنسية، واحداً من أهم الشعراء العرب ذوي الشهرة العالمية.

أبصر محمود سليم درويش النور في 13 آذار/ مارس في قرية البروة التابعة لقضاء عكا، وهو الابن الثاني لأسرة فلسطينية تتكون من خمسة أبناء وثلاث بنات، والدته: حورية البقاعي.

لجأ مع بعض أفراد أسرته في نهاية سنة 1947، بعد اندلاع الصدامات بين السكان العرب والمنظمات الصهيونية، إلى جنوب لبنان، واستقروا، لفترة قصيرة، في الناعمة بالقرب من بلدة الدامور.
عاد في سنة 1949 متسللاً مع جده إلى فلسطين، فوجدا أن قريتهما قد دمرتها القوات الإسرائيلية وأقامت مكانها مستوطنة زراعية وكيبوتس. فانتقلت العائلة إلى قرية دير الأسد لفترة قصيرة، ثم استقرت في قرية الجديدة، التي لا تبعد كثيراً عن قريته الأصلية، وعاش أفرادها من دون أوراق رسمية بصفتهم “الحاضرين- الغائبين” لكونهم قد عادوا إلى فلسطين بطريقة “غير شرعية”.
تأثر محمود كثيراً، في صغره، بجده الذي ربّاه وعلّمه القراءة، وكان يشتري له الكتب من عكا. كما أخذ عن أخيه أحمد، الذي كان يعمل مدرساً، بدايات اهتمامه بالأدب.
أكمل تعليمه الابتدائي في مدرسة دير الأسد متخفياً، ثم تابع دراسته الثانوية في مدرسة قرية كفر ياسيف.
بعد أن أنهى تعليمه الثانوي، انتقل في سنة 1960 إلى مدينة حيفا، وانتسب إلى صفوف الحزب الشيوعي الإسرائيلي، وصار يعمل في الصحف والمجلات العربية التي كان يصدرها الحزب، فعمل في جريدة “الاتحاد”، وفي مجلة “الجديد”، التي أصبح فيما بعد مشرفاً على تحريرها، كما اشترك في تحرير مجلّة “الفجر”، وهي مجلة أدبية عربية أصدرها حزب “المابام”.
تعرّض منذ مطلع ستينيات القرن الماضي لمضايقات السلطات الأمنية الإسرائيلية، فجرى اعتقاله مرات عديدة منذ سنة 1961 بتهم تتعلق بأقواله وكتاباته ونشاطاته السياسية. وكانت آخر مرة دخل فيها السجن سنة 1969، أي قبل سنة من تركه وطنه. كما فُرضت عليه، أكثر من مرة، الإقامة الجبرية في منزله.
سافر إلى موسكو في أوائل سنة 1970 للدراسة في معهد العلوم الاجتماعية، وبعد عام قضاه هناك، قطع دراسته وانتقل إلى القاهرة في أوائل شباط/ فبراير 1971، بعد أن اتخذ قراره بعدم الرجوع إلى إسرائيل.
عمل في القاهرة في صحيفة “الأهرام”، التي كان يرأس تحريرها محمد حسنين هيكل. وخلال عمله فيها، تعرّف إلى كبار الكُتّاب المصرين، مثل نجيب محفوظ، ويوسف إدريس، وتوفيق الحكيم. كما صادق عدداً من الشعراء، مثل صلاح عبد الصبور، وأحمد حجازي، وأمل دنقل وعبد الرحمن الأبنودي. وكان درويش يعتبر أن “المحطّة القاهرية” كانت محطّة هامّة جداً في حياته، إذ فيها برزت ملامح تحوّل في تجربته الشعرية.
انتقل سنة 1973 إلى بيروت، حيث صار يعمل في مركز الأبحاث التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، وأصبح، بعد سنوات، مديراً لهذا المركز ورئيساً لتحرير مجلته الشهرية “شؤون فلسطينية”. ثم أسس في بيروت سنة 1981 مجلة “الكرمل” الثقافية.
شهد في العاصمة اللبنانية أحداث الحرب الأهلية، التي اندلعت في نيسان/ أبريل 1975، ثم الاجتياح الإسرائيلي للبنان في صيف 1982.
بقي في بيروت، بعد خروج قوات منظمة التحرير الفلسطينية منها في نهاية آب/ أغسطس 1982، ولم يقرر مغادرتها سوى بعد قيام القوات الإسرائيلية بالدخول إليها في الشهر التالي، حيث رتّب له بعض أعضاء السلك الديبلوماسي العربي في العاصمة اللبنانية أمر انتقاله خفية إلى دمشق عن طريق طرابلس في شمال لبنان.
انتقل من دمشق إلى تونس، حيث كان مقر منظمة التحرير ورئيسها بعد خروجها من بيروت، وواصل إصدار مجلة “الكرمل” من نيقوسيا في قبرص، وصار يحررها من باريس، التي عاش فيها نحو عشر سنوات، لكن في صورة متقطّعة. وهو يعتبر أن باريس شهدت ولادته الشعرية الحقيقية.
شغل منصب رئيس الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين، وانتخب في اجتماع المجلس الوطني الفلسطيني، الذي انعقد في تشرين الثاني/ نوفمبر 1988 في الجزائر، عضواً في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، بعد أن كان قد صاغ نص “إعلان الاستقلال” الذي تبنّاه ذلك الاجتماع. بيد أنه استقال من اللجنة التنفيذية للمنظمة في سنة 1993 بعد التوقيع على “اتفاق أوسلو”.
تزوج محمود درويش مرتين وانفصل في كليهما.
عاد إلى فلسطين سنة 1995 للإقامة في مدينة رام الله، وتابع منها إصدار مجلة “الكرمل”. وصار يمضي نصف وقته في رام الله والنصف الآخر في مدينة عمّان، وفي بعض الأسفار. وجرّاء التصاريح التي منحته إيّاها السلطات الإسرائيلية، تمكّن من زيارة والدته في موطنه الأصلي.
كان محمود درويش، الذي أتقن العبرية والإنكليزية والفرنسية، واحداً من أهم الشعراء العرب ذوي الشهرة العالمية، ومن الشعراء القلائل الذين لا يمكن الفصل بين حياتهم، وشعرهم، وقضيتهم؛ هذه القضية التي ساهم في نقلها من قضية وطنية إلى قضية إنسانية عالمية.
وقد تميزت شخصيته بالخجل، وخفّة الظل، واللباقة في التعاطي مع الآخرين، وحب العزلة، التي لم تكن تعني انقطاعاً عن الحياة، والواقع، والناس. ومن الأمور المحببة إليه سماع الموسيقى، وبخاصة الكلاسيكية منها، ولعب النرد (طاولة الزهر)، والتفنن في تحضير القهوة لأصدقائه بنفسه.
أصدر محمود درويش، بعد ديوانه الأول الذي صدر في سنة 1960 بعنوان: “عصافير بلا أجنحة”، خمسة وعشرين ديواناً شعرياً، كما أصدر أحد عشر عملاً نثرياً. وقد تُرجمت أعماله إلى أكثر من 22 لغة، وحظي بتقدير عالمي كبير ونال عشرات الجوائز والأوسمة، ومنها “جائزة لينين”، من الاتحاد السوفييتي (1983)، و”وسام الاستحقاق الوطني الفرنسي” من وزارة الثقافة الفرنسية برتبة فارس (1997)، و”جائزة الأمير كلاوس” الهولندية (2004)، و”جائزة القاهرة للإبداع الشعري العربي” (2007)، و”وسام القدس للثقافة والفنون والآداب” بمرسوم من الرئيس محمود عباس (2008).
توفي محمود درويش في الولايات المتحدة الأميركية يوم السبت في 9 آب/ أغسطس 2008 بعد إجراء عملية قلب في مركز تكساس الطبي في هيوستن. ونقل جثمانه إلى مدينة رام الله، حيث شيعه عشرات الآلاف من الفلسطينيين، ووري جثمانه، في 13 آب، في قطعة أرض مقابل قصر رام الله الثقافي خصصت لدفنه. وقد تمّ إعلان الحداد على رحيله ثلاثة أيام في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وسط حزن الفلسطينيين على “عاشق فلسطين” وأحد أبرز رموز المشروع الثقافي الحديث. واليوم، يضم المكان الذي يحوي ضريح درويش “متحف محمود درويش” و”حديقة البروة” تيمّناً بالبلدة التي هُجِّر منها.

الوفاة

توفي محمود درويش في 9 آب 2008, هيوستن، تكساس, الولايات المتحدة الأمريكية، ودفن في مدينة رام الله.

متحف خاص لمحمود درويش
تم إنشاء متحف خاص لمحمود درويش بجانب قصر رام الله الثقافي.

من آثاره الشعرية:
“مديح الظل العالي”. بيروت: دار العودة، 1983.
“مأساة النرجس ملهاة الفضة”. بيروت: دار العودة، 1987 .
“أحد عشر كوكباً”. بيروت: دار العودة، 1992.
“لماذا تركت الحصان وحيداً”. بيروت: رياض الريس للكتب والنشر، 1995.
“سرير الغريبة”. بيروت: رياض الريس للكتب والنشر، 1999 .
“جدارية”. بيروت: رياض الريس للكتب والنشر، 2000 .
“حالة حصار”. بيروت: رياض الريس للكتب والنشر، 2002 .
“لا تعتذر عمّا فعلت”. بيروت: رياض الريس للكتب والنشر، 2004.
“كزهر اللوز أو أبعد”. بيروت: رياض الريس للكتب والنشر، 2005 .
ومن آثاره النثرية:
“ذاكرة للنسيان”. بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 1987.
“في حضرة الغياب”. بيروت: رياض الريس للكتب والنشر، 2006 .
“حيرة العائد”. بيروت: رياض الريس للكتب والنشر، 2007 .
” أثر الفراشة”. بيروت: رياض الريس للكتب والنشر، 2008 .
ومن أعماله المترجمة:
Au dernier soir sur cette terre. traduit par Elias Sanbar. Paris: Actes Sud, 1994.
Pourquoi as-tu laissé le cheval à sa solitude, traduit par Elias Sanbar. Paris: Actes Sud, 1996.
Unfortunately, It Was Paradise: Selected Poems. translated and edited by Munir Akash et al. Berkeley: University of California Press, 2003.
Journal of an Ordinary Grief, translated by Ibrahim Muhawi. Brooklyn, NY: Archipelago Books, 2010.

المصادر:
النقاش، رجاء. “محمود درويش شاعر الأرض المحتلة”. ط 3. بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 1972.
مؤسسة الدراسات الفلسطينية
وزان، عبده. “محمود درويش في حوار شامل حول الشعر والحداثة”. “الحياة” (لندن)، 14/12/2005.
موقع مؤسسة محمود درويش: darwishfoundation.org

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق