اخبار الطفلثقافه وفكر حر

ماذا تعرف عن مهر العروس في الصين؟ ثقافة زواج

اختلال توازن العدد بين الجنسين والغرور وراء إرتفاع قيمة المهر . رغم الفوراق الشاسعة بين مختلف المناطق على مستوى قيمة المهر، لكن قيمة المهر تشهد إرتفاع مستمرا في معظم مناطق الصين. وفي الكثير من القرى، يمثل تزوج الإبن عودة الآباء الى الفقر المدقع، فماهي أسباب ارتفاع المهور ياترى؟

“يعود السبب الرئيسي أساسا إلى إرتفاع عدد الذكور مقارنة بعدد الإناث في سن الزواج. وهو ما أدى إلى إرتفاع “قيمة” الفتيات “، يقول مدير مركز أبحاث السكان والتنمية بجامعة الشعب الصينية ورئيس اللجنة الصينية للسكان، تشاي تشن وو، ويضيف أن ظهور تقنية الكشف بالرنين المغنطيسي في بداية الثمانينات جعل الآباء ينحازون لإنجاب الذكور في إطار سياسة تحديد النسل، وهو ما أدى إلى تجاوز عدد الذكور لعدد الإناث، الأمر الذي دفع إلى إنتشار مهر العروس مجددا.

أما تسوي شو إي، رئيس مركز الإحصاء بالأكاديمية الصينية للعلوم الإجتماعية بشاندونغ، فيرى أن عدد الذكور في الأرياف كان دائما أعلى من عدد الإناث. ومع تسارع عملية الحضرنة، بدأت الفتيات يغادرن الأرياف إلى المدن، ويغادرن المناطق الفقيرة إلى المناطق المتطورة، ما ضاعف نقص عدد الإناث في الأرياف. وحتى الفتيات الريفيات اللاتي لا يتزوجن في المدن، يرغبن في الزواج من الرجال الريفيين الذين يتمتعون بوضع إقتصادي أفضل، أما الآباء فيطمعون في الإستعانة بمهر البنت لتغيير أوضاعم الإقتصادية. وقد أدت كل هذه العوامل مجتمعة إلى رفع قيمة المهر.

“مع الطفرة الإقتصادية التي باتت تشهدها الصين منذ دخولها إقتصاد السوق، باتت النفعية والمقارنة من بين العوامل المهمة التي أدت إلى إرتفاع قيمة المهر.” يقول الباحث بمركز التنمية الريفية التابع للاكاديمية الصينية للعلوم، ووقووه باو، ويضيف بأن المقارنة هي نتاج لضيق دائرة العلاقات الإجتماعية في الأرياف الصينية، كما طغت النفعية على الكثير من الناس، وباتوا يولون إهتماما كبيرا إلى المظاهر، ويطمحون إلى الثراء السريع.

من جهة أخرى يقول المحلل النفسي تسي جينغ لين”هناك أشخاص يطمحون إلى ملء النقص داخلهم من خلال إعطاء مهر عال، وهذا ينجم عنه حلقة مفرغة من العادات السيئة.” وفي بعض المناطق الأرياف هناك أشخاص هم في ذات الوقت ضحية المهور العالية وجناتها.

“تحولت المهور تدريجيا إلى مصدر للثروة، وهي لا تختلف كثيرا عن البيع والشراء في الزواج. وقد أدى ذلك في بعض الأحيان إلى مآسي، مثل صعوبة الزواج بين المتحابين، أو الإفتقار بسبب الزواج وحتى الوفاة”. ويشير تسوي شو إي إلى أن العديد من الفقراء لم يعد بإستطاعتهم الزواج، أو “يفقرون” عائلتهم من أجل الزواج. كما تتسبب المهور العالية في تفشي ظاهرة العنوسة عند الرجال، وهو مايجعل المهر يتحول إلى داء إجتماعي.

ثقافة زواج عالمية:

يكون مهر العروس في بعض القبائل الصينيّة الفقيرة اثنين كيلوغرامٍ من الذباب، وذلك من أجل المحافظة على سلامة البيئة. يضرب الرجل في إحدى قبائل دولة الصومال زوجته العروس أمام ضيوف الحفل ضرباً مبرحاً، وذلك حتى تعترف عروسه برجوليته، وبأنّه المسؤول في بيته والآمر الناهي فيه. يذبح أهل العروسين عند قبيلة مياد الصينية دجاجة، ثم يطبخونها، وبعد نضجها ينظرون إلى عيونها، إن كانت متشابهة فالزواج سيكون موفقاً ويحدث الزفاف، وإن كانت مختلفة فالزواج سيكون فاشلاً ويلغى. تتكفل العروس في تايلاند وتحديداً في منطقة فطاني بكافة مستلزمات الزفاف من حيث ملابس الزواج، وتجهيز منزل الزوجيّة. يُسارع الرجل بوضع قدمه على قدم زوجته في بيت الزوجية في اليمن، فإن أسرع العريس بالضغط على قدمها كان هو مسؤول البيت في كل شيء، أما إن سحبت العروس قدمها بسرعة فتكون إدارة البيت من نصيبها من غير منازع. تستضيف العروس في جزيرة جاوة الواقعة في إندونيسيا زوجها في بيت والدها لمدة تسعين يوماً، ولا يسمح له بالعمل في أيّ شيء خلال هذه الفترة..

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق