اقلام حرة
كتب د سمير محمد أيوب / أيها الآتي من البعيد …
كَتَبَتْ تقولُ له : عَدُّ السنين قد إزداد تسللا ، من عيون قلبي الى عتمِ شعرك الموشى . أثِقُ بأنكَ عائدٌ ، ومَعكَ دهشةُ اللقاءِ الأول ، وفرحةُ العمر. حامِلاً معك ، تعبَ ما تثاقلَ من العُمرِ ، وعبئَ التَّرْحالِ ومَواجِعَه .
منذ إبْتَعَدْتَ ، وجنونُ عقلي هو زائري الوحيد . أحتاجُ قُرباً يدفَعُني نحو الكثيرِ من شغبِ القلبِ ، وخريرِ سواقيه . ونحن نغُذُّ اليها الخطى ، لن نحتاج لخرائط أو إحداثياتٍ . فقد كُنا معا ، قد نقشنا معارجَنا على موجِها الصاخب .
إستطالَ رحيلُك . وأنت تعلم ضعفي . ما زلت لا أجيد النسيان . وما زالت أنصاف الأشياء تقتلني . يقتلني نصف حضورك ، ونصف الفراق . تفاصيلي مُختَنِقَةٌ بإنتظارها . كلها تعذرك ، وتشتاقك . يوجعني حنينها . فأصرخ : أينك ؟ فأهمس لها بيقينِ المُبَشَّرينَ : سيأتي . فتصمت .
يسار الصدر مأواك . بالصبرالمطمئن ، تشربتُ كل عيوبك . كثيرا ما إرتحلت بين اللماذا والمتى وكيف ، حتى مللت وثملت . دون التفات لمن باع او لمن إشترى ، بعثرتُ كل ما تبقى في دواخلي من حزن ، ومخزونِ غضبٍ وطلائع كره حائر . وباتَ قلبي فارغٌ ، كقلبِ أم موسى . طوقتُه وحصَّنتُه بقلبك ، فلا تخذلني . فقد توالد قلبي عشرون قلبا لك تناديك . نقشتها كلها على شجرة البلوط إياها ، هناك .
أرهقني الحنين لك فأنت ملؤ البصر . أشتاق لِروحٍ وعَدَتْني بعدمِ الفراقِ دونَ وداع . ولكنها أخْلَفَتْ. أنسيتَ أن موعد ألإياب قد حان ؟
كل الأحاديث مبتورةً بلا تَمتَماتِك وتمائِمَك . تشتهي كل أوراقي تواقيعَك . وكل الأماكن تشتَمُّ رائحةَ الفرح رغم بُعدك . بدونك أيها الظالم ، كل فرحٍ باتَ بِلا فَرَح . صعبة لحظاتُ الإشتياقِ للهفةِ أصابعك وجنونها . فقولُ عينيكَ يتسع لتفاصيل كثيرة تمحو كل الرحيل .
الاردن – 7/4/2017