اقلام حرة
أي صفة لبيل كلينتون في حال فوز هيلاري؟ / بقلم د. الكبير الداديسي
تعيش الولايات المتحدة الأمريكية واحدة من أشرس الحملات الانتخابية في تاريخها بين المرشح الجمهوري دونالد ترامب ، والمرشحة الديمقراطية هيلاري كرينتون ، فلم يبق إلا أيام قليلة ليسفر عن هذه الحملة وضعا غير مسبوق في حال فوز المرشحة الديمقراطية ، إذ ستكون أول مرة تترأس البيت الأبيض امرأة ، وهو ما سيخلق حالة نادرة الحدوث في بروتوكولات البيت الأبيض…
صحيح أن الصراع هو صراع أزلي بين الحزبين الكبيرين اللذان يتداولان على السلطة في الولايات الأمريكية ، وأن مثل هذا الصراع حدث وسيحدث مرات عديدة في التاريخ لكن في حالة فوز هيلاري كلينتون سيكون الحدث فريدا من نوعه سيسفر عنه عدد من الأمور تحدث لأول مرة في تاريخ أكبر دولة في العالم ومن ذلك :
انتخاب أول امرأة على رأس على الإدارة الأمريكية ،ليستمر الحزب الديمقراطي في خلق الأحداث بعدما وصول الرئيس المنتهية ولايته (براك أوباما) كأول رئيس من أصول إفريقية يصل لمنصب رئاسة الولايات المتحدة، إضافة إلى أول فوز لزوجة رئيس سابق، وعودة رئيس سابق إلى البيت الأبيض مرافقا لزوجته وهو ما سيطرح عدة علامات استفهام حول اللقب الذي سيطلق على زوج الرئيسة … فقد اعتادت الدبلوماسية الأمريكية على وصف زوجة الرئيس بالسيدة الأولى ، لكن لم يسبق في أدبيات الدبلوماسية الأمريكية أن تم تداول لقب لزوج الرئيسة .. ومن حق المتتبع أن يسأل عن الصفة واللقب الذي سيطلق على بيل كلينتون !!
هي حالة غير مسبوقة إذن ستشهدها الولايات المتحدة في حال وصول المرشحة الديموقراطية، هيلاري كلينتون، إلى البيت الأبيض، إذ ما هو اللقب الذي سيحمله زوجها، الرئيس السابق بيل كلينتون: “السيد الأول first Mr.”، “الرجل الأول first man “، أو “الزوج الأول the first pair “وهل سيختار الأمرويكيون صفة أخرى؟؟ وهل يفقد بيل كلينتون لقبه الأصلي (رئيس سابق) أم هل يجمع بين لقبين ؟؟
وهي حالة نادرة الحدوث، حالة لم يسبق تسجيلها في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية والأكيد أن حدوثها سيكون نادر الوقوع في المستقبل القريب و حتى البعيد فلم يسجل التاريخ أن حل رجل في البيت الأبيض بصفته زوج رئيسة ، ولم يحدث قط لرئيس سابق أن كان بعلا لرئيسة بهذا البلد وهو ما سيفرض استحداث لقب جديد في قاموس البروتوكولات الدبلوماسية .. ويحتم فقدان الرئيس السابق للقب يحتفظ به مدى الحياة…
قد يكون الوضع أهون ولو لم يكن الزوج رئيسا سابقا ، وقد يبدو عاديا أن يوصف ب(السيد الأول) خاصة وأن بأمريكا عدد من النساء يترأسن بعض الولايات ويتداول الناس لقب (السيد الأول ) دون أن يكون هذا اللقب رسميا في الوثائق .. لكن والحال مع بيل سيكون مختلفا لأن لقب السيد الأول سيظهر دون لقب الرئيس السابق ، أضف إلى ذلك إن هذا الوضع قد يخلق بعض الحرج في الوظيفة المستقبلية لرئيس سابق ، فالأعراف كرست أن يسند رئيس الولايات المتحدة الأمريكية للسيدة الأولى بعض المهام غير الرسمية و المجانية تتعلق بالجوانب الاجتماعية كما اعتاد الأمريكيون أن تشرف السيدة الأولى على برامج لا تثير الرأي العام الأمريكي فقد سبق للورا بوش زوجة جور بوش أن أشرفت على المطالعة والتربية ، لميشال أوباما الإشراف على سمنة الأطفال والمقاتلون القدامى … والأكيد أن رئيسا سابقا قد لا يقبل بلعب الأدوار الثانوية وهو الذي سبق له أن كلف زوجته هيلاري عندما كان رئيسا ما بين 1993 – 2001 بالإشراف على موضوع هام : إصلاح نظام الضمان الإجتماعي …
كما أن هذا الوضع يتيح التساؤل حول إمكانية منع بيل كلينتون من العمل وحرمانه من تلقي أي أجر من الإدارة الأمريكية عند دخوله البيت الأبيض زوجا للرئيسة كما كان الأمر مع السيدات الأوليات عملا بالقانون الأمريكي … وهل يقبل بيل كلينتون بلقب (زوج الست وإن لم يكن للقب نفس الدلالة السلبية المتداولة عند العرب) والاقتصار على الظهور في اللقاءات الرسمية إلى جانب الرئيسة … وهذا هو الأقرب للواقع ما دام بيل كلينتون قد استعد لهذه الوضعية الجديدة بالتوقف عن إلقاء المحاضرات، والإعلان منذ شهور عن عزمه الانسحاب من مجلس إدارة مؤسسة كلينتون التي أنشأها بعد مغادرته للبيت الأبيض ليتفرغ للقبه الجديد زوج الرئيسة وقبل ذلك لا نملك إلا أن نكرر ما قاله طرفة بن العبد يوما :
ستبدي لك ما كنت جاهلا ويأتيك بالأخبار من لم