الرئيسية

الفنانة التشكيلية السورية نداء الدروبي  وطريق الفن٠ بقلم شاعر الأمة محمد ثابت

شاعر الأمة محمد ثابت

الفنانة التشكيلية السورية نداء الدروبي  وطريق الفن

 

 

-درست الفن في مركز أدهم إسماعيل بدمشق على يد كبار الفنانين المؤسِّسين في سورية، كما تابعت دراستها عن طريق كتب التشريح والدراسات الأجنبية العالمية للفن، فاتسمت خطوطها بالقوة والجرأة. والفنانة نداء ذات مواهب متنوعة لكنَّ الرسم عشقها الأبدي.

-شاركت في معارض عدة عندما كانت في المرحلتين: الإعدادية والثانوية، وكانت تحبُّ الرسم منذ نعومة أظفارها.. فعندما كان عمرها عشر سنوات شرعت تهتم بدقائق الأمور في فن الرسم بشكل فطري، ما لفت أنظار مُدرِّسيها.

وهكذا تابعت دراستها وتخرَّجت في المعهد، ثم انتسبت لاتحاد الفنانين التشكيليين السوريين عام ١٩٩١.

-نظَّمت عشرة معارض فردية داخل سورية وخارجها وخمسة معارض مشتركة مع شقيقتها الخطاطة نجاح الدروبي، وفيما بعد اشتركت في معارض جماعية خارج سورية مثل: “تونس، مصر، العراق، ليبيا، النرويج، قبرص، أمريكا.. إلخ”.

– أعمالها منتشرة في “سورية، لبنان، ليبيا، الأرجنتين، البرازيل، أمريكا”.

-حازت على الجائزة الأولى في مسابقة نُظِّمت في ليبيا، وجوائز عدة من سورية، وخارجها ضمن معارض جماعية، لذا أُعجب بها كثيرٌ من النقَّاد التشكيليين: العرب والأوروبيين.

لوحات عن دمشق القديمة: تملَّك حبُّ دمشق القديمة فؤادي فنثرته بألوان فاح عبيرها في أرجاء اللوحة، فإذا ذهبت إلى دمشق القديمة أشعر بفيضٍ دفَّاق من الحنين لأنها مدينة الياسمين.. أُعبِّر من خلال الرسم عن تاريخها العريق وعشق سكانها لها، فهي أشبه بالجنَّة التي يتغنَّى بها الشعراء في قصائدهم، ويعبق عبير الياسمين في أزقتها، فترتبط روحها بالأمل والتاريخ والأصالة.

أشعر في دمشق القديمة وكأنَّ الياسمين يُعرِّش على أصابعي التي أرسم بها، فكم ذهبت إلى هناك مع الأصدقاء ورسمناها مباشرةً على الورق المقوَّى.. ولا غرابة في ذلك

فأنا ولدتُ مع دفقات مياه نهر بردى الرقراقة العذبة، وكانت جداوله تسير ضمن منازلنا الوارفة الظلال!

وكم تنفَّست هواء دمشق، ولامست ريشتي أحجارها فرسمتها

كأقدم عاصمة في العالم! كلُّ لوحة أبدعتها لمدينتي دمشق كانت تلقى كلَّ استحسان من الجمهور والجهات الرسمية كونها خاصة بي ولم يتطرَّق لها أحد.

وبما أنَّ لكلِّ فنان أدواته في الرسم فقد كانت أدواتي تظهر من خلال تجسيد العواميد عن طريق الأخشاب الدقيقة وإلصاقها على اللوحة، إضافة إلى الخيوط الثخينة، وطريقة الرش اليدوية في مناطق محدَّدة من اللوحة.. كذلك التقطت مشاهد للمدينة من الأعلى، ودقَّقتُ في التفاصيل الصغيرة كافةً، وهذا ما أحبُّ أن أعمله منذ أن كنت صغيرة فيها السادسة من عمري.. كنت سريعة في رسم المشهد كوني مُتعلِّقة جداً بالحسناء دمشق، وبنهر بردى الذي كنتُ أزوره مع العائلة كلما سنحت لنا الفرصة فأشرب من مياهه العذب الرقراق، وأركب بالزورق لأشعر بمدى عذوبته وجماله. كذلك لوَّنتُ أعمالي بالألوان الزيتية التي أحببتها واستخدمتها في معظم لوحاتي.

كنت أحفظ عن ظهر قلب كلَّ جزء جميل من المدينة فمنطقة بلودان الرائعة المحاطة بالجبال الملوَّنة والخضرة تحفر في قلبي صورة ساحرة لدرجة كنت أُردِّد كلما مررت بها هذه الأبيات:

-أنا ذلك الرهق الذي يرتاح

يهدأ بين الجبال.

في ظل صخر كالحقيقة

ضائع بين الظلال

كنت أُجسِّد تلك الظلال الملوَّنة الداكنة كلما رجعت إلى منازل دمشق المستندة بعضاضات السقف حيث الخشب الملون أو غير ذلك من الأنواع يملأ غرفنا ذات الطراز الدمشقي الرائع! وكيف أنسى الجامع الأموي العامر بالوقار والعظمة، ومكتب عنبر وأشجاره الفاتنة، وخان أسعد باشا، والسلطان سليم الرائع الجمال، والدور الشامية الساحرة التي كانت قبلةً لكثير من الفنانين.

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق