قاعده بساحة الدار مِتْرَبْعَه على جاعد ريشه طويل .
تحت عريشة الدوالي وقدامها كانون النحاس وأباريق القهوه مصفطه فيه ومع شويه جمر نار هاديه .
وعلى جنبها بابور ووهج ناره حاميه
وحمُّه أشعل بقلبها الوسواس .
وقاعده تغلي طنجره ملانه قهوه وهي سرحانه وعقلها وقلبها بعيدين عن الطنجره
والتفكير بوخذها وبجيبها تاره بتحرك القهوه وتاره بتشبك أيديها تحت ذقنها
ونظرها مادد لكرم التفاح لعلّ ابنها يمر من بين الأغصان
لابسه شالها الأبيض العريض وطويل مغطي كل ظهرها .
ومخبيه جمالها الأبيض الفتّان
والهم والحزن على وجهها بان.
مش عارفه ليش حزنها عبَّى المكان .
قلبها مقبوض وغضبان.
شو راح يصير بهذا الأوان .
مرَّه وحده انتفضت من محلها
كأنها انصعقت بقضيب كهربا شعلان .
تعوذت بالله من الشيطان.
دخيلك يا الله ترَوِّح لي ابني سلمان
يا ربي .
اذا مات هل ستُكْتَب له الشهاده.
شهادة العمل للسعي للقمه العيش
ولا شهادة الدفاع عن الوطن
ولا البحث عن الهويه الضايعه .
طييب !
أنا لمين بغلي القهوه ؟؟؟؟
ليش هاي المره كَثّرت الطبخه وكَبّرت الطنجره ؟؟ مين بدو يشربها !!
يا ويلي الناس بدها تيجي وتشرب منها!
ابني فلذة كبدي وينه؟؟؟!!!
وين ابني تأخر
هو بالشغل ؟
ولا بالجيش ؟
ولا بتسلّى مع أصحابه !
أو بشتري أغراض للبيت.
دخيلك يا ربي &
وهو صغير كنت أتمنى يتعلم الطب ويصير دكتور
لكن بهذا الوقت بتمنى يرجع سالم وماشي على رجليه .
وعينيها ما وقفت عن البحث بين أشجار التفاح وأغصان العنب .
مره ثانيه تعوذت
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
الوسواس سيطر على قلبها وعقلها.
ما عادت تنتبه للطنجره.
وبدأت تتخايل الجنازه وكثر الناس
وأخذت تْرَوِّد
وتْنَوِّح وتبكي وتمسح دمعها بشالها الأبيض
وتنهدت تنهيده طويله.
واذا بابنها جابوا محمل بالتابوت محمل على الأكتاف .
ولاي جهزت القهوه !
وجهزت التناويح !
وجهزت البيت ! لاستفبال ابنها التي وافته المنيّه …
مات ابنها وما عرفت
بأي ذنب قُتِل.
وبأي طريقه
هل دفاع عن النفس ؟
أو دفاع عن الوطن ؟
ولا البحث وراء لقمة العيش المره في زمننا الأسْوَد
” الحاسه السادسه ”
لعبت دور
بتجهيز الأم بتحضير القهوه الساده للعزاء
عزاء ابنها الوحيد
من دون سابق أنذار
قلم
أزدهار عبد الحليم