قريباً عن دار الدراويش ” الكبش اليماني الفحل ” خسوف- رواية “للروائي و الكاتب السينمائي اليمني: حميد عقبي الغلاف: بدر السويطي

كتابات حميد عقبي تلتف في معظمها على حال اليمن الذي لم يعد ذلك (اليمن السعيد) كما كان لعدة أسباب، من أهمها التحولات الجذرية التي طرأت على المجتمع اليمني والانقسامات والحروب الأهلية والأطماع من الدول المجاورة، وأدى ذلك كله إلى تزايد الفجوة بين طبقات المجتمع الواحد، واتساع الهوة بين الفقراء والأغنياء، بحيث صار الناس فريقين إما اغنياء جدًا، وهم موالو السلطة وأبواقها والمطبلون لها، وإما فقراء معدمون، وهم المهمشون الذين لا تنشغل مؤسسات الدولة بهم ولا بهمومهم ومعاناتهم ومطالبهم.
وتأتي أحداث (الكبش اليماني الفحل) في قالب فانتازي Fantazy مرعب، فتقوم أحداثها في المستقبل وتحديدًا عام 2052م في إطارٍ تراجيكوميدي أو المأساة الساخرة، محذرةً من زوال الدولة التي انشغل رجالاتها بملذاتهم، عن تحقيق مطالب الأغلبية من الفقراء.

وتنتهي الرواية بزواج وحيد صاحب الكبش الفحل من محبوبته شمس التي تدعوه لنسيان كبشه وكل ما مضى: (لنترك ماضي الكبش المبارك ونبدأ صفحة جديدة، إننا نعيش في اليمن الجديد المبارك الذي سينقذ الحياة البشرية من الجنون والهذيان ورعب التحول إلى وحوش زومبي. وأيضًا تحلو الحياة بالعناقات والحب. ففتعال وعانقني).
إنها نهاية تدعو للتفاؤل في وطن أنهكته الأطماع والأوجاع، وسوء إدارة موارده.
بقي إلى أن أشير في عجالة للأدوات الفنية التي عالج بها حميد عقبي موضوعه وهي مزيج من معطيات السرد كالاستبطاء والاسترجاع والتسريع، وسيطرة الراوي العليم على مجريات الأحداث، بالإضافة إلى بصمات السينما وبالأخص (فن المونتاج)، وقد أسهمت كل هذه العناصر مجتمعة في تشكيل نص إبداعي مائز، أراه جديرًا بالقراءة وجديرًا بالاحترام.

الناقد المصري ا.د منير فوزي
Prof-Mounir Fawzy
Hamid Oqabi
#دار_الدراويش_للنشر_والترجمة
#حميد_عقبي
#الكبش_اليماني_الفحل
#بلوفديف_بلغاريا🇧🇬