أهلنا الكرام , اخي المسلم اخي المسيحي أينما كنت تعرف على ارقى القيم في دينك , واريدك ان تتعرف على القواسم المشتركة بين الدين المسيحي والدين الإسلامي ,حيث قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم : ” أنا أولى الناس بالمسيح عيسى ابن مريم “. تعرف اخي العزيز على فضائل القيم والأخلاق في الدين المسيحي والإسلامي التي نسيها الناس ولم يطبقوها وابتعدوا عنها , تعرف على قيم المحبة والتسامح والمودة والسلام والتناصح والإخاء والوئام , وعليك الامتناع عن الطمع والشر والعنف والقتل والابتزاز بالذات في شهر رمضان الفضيل والاقتراب من عيد الفصح المجيد . وكذلك خلال كل أيام السنة وليس فقط في رمضان , حب اخيك الانسان اينما كان , ادعوك الى نبذ الشدة والقسوة والغلظة ومقاومة البغي والعدوان , وهذه القيم مجرد غيض من فيض من القيم والفضائل والأخلاق الحميدة الراقية للديانة المسيحية والإسلامية , و باعتقادي أن قمة الفضائل والقيم التي تتقاسمها المسيحية والإسلام , هم فضيلة الحب وقيمة السلام والتسامح ,إليهم دعا السيد المسيح وأخوه محمد عليهما الصلاة والسلام , حيث مجد سيدنا المسيح المحبة وقال ” الله محبة ” ثم أطلق محبته لينالها الناس جميعا وعلى السواء وقال : “أحبوا أعداءكم ، باركوا لاعنيكم ، أحسنوا إلى مبغضيكم ، وصلوا من أجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم “وهذا القول يتمم ويكمل ما دعا إليه النبي محمد صل الله عليه وسلم من مكارم الأخلاق حيث قال: “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ” .ومن بعد الإنجيل جاء القرآن الكريم ليعظم فضيلة الحب المتبادل بين الناس حيث قال رسولنا محمد( صلعم ) :” قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ” ولقد وردت كلمة ” الحب ” ومشتقاتها في القرآن الكريم نحو ثمانين آية , ثم اخرج الرسول الكريم من دائرة الإيمان من لا يحب ويرقى بمحبته لأخيه في الإنسانية إلى درجة حبه لنفسه , نعم , يحب غيره تماما كما يحب نفسه , ذلك ما قاله في الحديث الشريف: ” لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ” هذه القيم أرقى وأسمى مراتب الحب الإنساني التي اتفقت عليها شريعتا السماء المسيحية والإسلام , أما قيمة السلام فهي جوهر الديانة المسيحية والاسلامية , السلام المطلق , سلام المرء مع ربه , ومع نفسه , مع أهله , مع وطنه , مع الناس أجمعين. ولقد كان السلام مصاحب ترنيمة الملائكية التى صاحبت مولد المسيح عليه السلام: “المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة ” , وجمع النبي محمد (عليه الصلاة والسلام) بين فضيلة المحبة وقيمة السلام , لقوله: “لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ، ولن تؤمنوا حتى تحابوا , أفلا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم. أفشوا السلام بينكم “.
أيها الإخوة الأعزاء , ما سردته أمامكم هو ما اتفقت عليه شريعتا المسيحية والإسلام على إرساء وترسيخ قيم الحب والسلام والتسامح , عسى ان تفهمها الشعوب والالتزام بهذه القيم وكذلك مهم جدا ان يفهم أتباع السيد المسيح وأخيه محمد عليهما الصلاة والسلام هذه القيم العظيمة , ولو اتبعت هذه القيم بين الشعوب لساد السلام والمحبة والتسامح أرجاء العالم .
الدكتور صالح نجيدات