شعر وشعراء
التفاؤل * للكاتب العربي القدير محمد ثابت
كـن جمـيـلا تـرى الـوجـود جميلا .
التفـاؤل نـفحـة الـرضـا التي يـهبهـا الله للإنـسـان المتصالح مع نـفـسـه .
والـتفـاؤل طـاقـة إيجـابية تـلهـم صـاحبهـا قـوة الدفع والمناعة ضد
سوالب النفس التي تـهفو من حـين لآخـر للانـسحاب والإحـبـاط .
والتفاؤل هـو كـرات الدم البيضاء والحصن المنيع ضـد أمـراض
الغضب والسخط وعـدم الـرضـا .
والإنـسـان المتفـاءل هو إنـسـان قـادر على فهم وإدراك المتغـيـرات
والأدوات التي تـنسج واقعـا تـتكيف معه الشخصيـة ؛ تـارة بالدفع وتـارة أخـرى
بـالسـكـون الذي يـحـول الأفـكار المتصالحة إلى أفكار
تـم تـرويضها داخل محراب التكيف الاجتماعي .
والإنـسان المتفاءل هو كتلة نـورانية تـشع بـهجة حـول مجالها
المغناطيسي ؛ وتـجعل الفراغ الاجتماعي الموجود داخله بمثابة نـفـوس
أخـرى ؛ أى فـراغـا إنـسانيا يـعكس قـبـول الآخـر .
والتفاؤل رزق من أرزاق العبد الصالح الذي يرى خالقه في كل
فعل وحدث يقوم به ؛ فقد تـرى إنـسـانـا بسيطـا يـشع طاقة وسعادة ؛
فقد عـوض الله ـ سبحانه وتعالى ـ هذا الشخص برزق آخـر لا يـعـرف
قـدره إلا الإنـسـان العابث الذي لا يرى حوله سوى القبح والسواد .
والتفاؤل هو خـروج من الصراع الجدلي الـرافض لرؤية جماليات
الكون من حوله إلى سحابـات النفس النـورانية التي تـسبح في ضفائر
النور والبهجة وإدراك الجمال .
التفاؤل هو الحق .
التفاؤل هو العدل .
التفاؤل هو الجمال .
والحق والعدل والجمال هم بـوابـة التعـرف على وجـه الخالق الحقيقي ؛ الخالق
الجميل . . . ؛ الرحيم . . . ؛ الرحمن .
الذي تـباركت أسماؤه في تجلي المعرفة .
والتفاؤل هو انـعكاس حقيقي لوجود الله ـ عـز وجـل ـ داخل نـفسك ؛ وترجمة حقيقية
لقوله سبحانه (( ونـفخـنـا فـيـه مـن روحـنـا )) .
فكيف يهبك الله الجمال فترفض هذه الهبة الـربـانية برفض وكـره للآخـر ؟ !
كـن متفـائـلا . . . ؛ تـكـن عـبـدا صـالحـا وجميـلا .
الشاعر محمد ثابت
مؤسس شعبة شعر الفصحى باتحاد كتاب مصر