مكتبة الأدب العربي و العالمي

أنت وانهمار الغيث توأمان

أنت وانهمار الغيث توأمان

شتاء غزير يغمر أجساد الشوارع الجميلة
و يغسل الأرواح من صهد التعب
يتهامى فوق رؤوس القصائد الشقراء الهاربة
من هرطقة الوقت
المُزمّل ببراكين الأحداث المتلاحقة
وفنجان قهوتي ينضح صوتك من داخلي
لسماع ضحكتك ..
تلك التي تغسلني من برودة الغربة و تتخلل كل ما بي

” أيا طفلة الروح سأسافر قصياً أترافقينني ؟!
ـ و كيف أرفض أن أحلق معكَ بمعاقل النور ؟!
ـ هل حقا حبيبتي ما زلتِ تريدينَ أن تتحديني..لا تكوني متهورة ؟!!
ـ أنا لم أطلب التحدي فلقة الروح لكن أجدني معكَ في ساح التحدي تستفزني بدعوتي للساح
ـ أتعلمين إذا .. بودي نزالك في ملعب لكرة القَدَم أمام الكون كله
ليشهدَ على هزيمتُكَ.. وأن سألوا سأقول أحبةٍ وأبناء عم وبينهم تصفية حسابات
ـ هههه أضحك من قلبي يا لهذا التحدي العالمي الذي سيكون بملعب لكرة القدم.. يا لقلبكَ البهي, تريد هزيمتي أيها الوسيم ؟!
ستسابقك الفراشة أيها الحديدي سل جواد جدي الأصيل عني
وسنرى من سيكون المهزوم !
ـ أحقا ما تقولين حبيبتي ؟!
ثقتك عالية تقولين لي هذا وأنا الذي لم يغلبني أحد في الساح
ـ بل يقيني أيها الوسيم بنصر من الله …
ـ ونعمى بالله حبيبتي, تحتلين قلبي يا ألرشا وتسكنين روحي
ـ وألرشا ستتحداك بدء من طرف أهدابها
ـ ههههه أيعقل شاعرتي الحسناء كل هذا التحدي ؟!
اسمعي أنا أستسلم من الآن إذا كان ذاك هو بدء التحدي عرفت كيف تمسكين الساح أيتها الكاسحة وتقيدين قلبي
ـ دهش ضحكتكَ يرن في قلبي …

أمسحُ بكلتا يدي وجهكَ من رذاذ المطر ومن تعب تخفيه خلف أحداقكَ و أتأملكَ بشوقٍ قديم قديم من زمان العهود الأولى زادته السنون لكَ ودا
واستمع لحديثك حين كنت في الغاب ذاك النسر الذي بقي يقاتل منفردا مع الحق
تمرني الرؤى أفريقيا حكاية حارة والغابة صهد قتال
تلفحني أنفاسك حرة وقلبي رفيقكَ السري
تغير هذه الأنفاس كيماء روحي بعطرها
فأتوهج كشمس الضحى
فتنير كل مدني رغم دمار هذا العالم
الذي يركض نحو نهايتة بتسارع ذري

نهر الألبا* الحالم يطالعني من خلف نافذتي بود ويلوح بيده
بينما تنداح في هذه اللحظة من عيني حبة برد تخرج بين ضحكة وتنهيدة أيها الوسيم .. نعم سيعود السلام لبلادي
هل قدر النجوم لكي تضيء ما حولها الإحتراق ؟
هل قدر الشعراء أن يكونوا حملة ألوية النور أبداً ؟
و لماذا على الشرفاء فقط أن يكونوا هم سياج الوطن ؟
ابتسم لجدي الذي أصفاك على أحفاده السر في قلبكَ الذي تدفق داخله النور فطرح عليك عباءته الجميلة
في البعد تتراكض في رأسي صورك تغتالني واحدة تلو واحدة
وصوتك يوقظ فيَّ كل القصائد النورانية
وأمام محاجري نفناف الثلج راح يغطي المدى
وأنا أغنية غجرية تسافر معكَ في أمداء راكضة خلف الصور المبللة بالشوق والحنين دون أن تعيقني المسافات

فجأة أرجع للزمنكان برفة عين
قصصنا البعيدة تسكبها الملائك على إتساع الفجر رؤى سرية
و حكايات إنخيدوانا * باب المعبد الكبير
وهي تفتح كتاب القلب لتبثق كلمة تملأ الأفق باليقينة. الشمس ستشرق من جديد فهي لم تخلف الميعاد يوماً
ملاك يهمسني بكلمات قادمة من زمن العهود الطهر ..
و قصص تتجلي أمامي
وهناك وجع يعتصر الباسقات في فضاء القصيدة
وتلك الروح الهاربة من الوقت
نبي يدثر الغيم بتسابيحه، ويحلق وهو يرتل ما تيسر من أسفار العشق ، بينما يهرب من أخبار الكون الموجعة ليرى كيف عساه يرد صهد الوقت عن وطنه
و تبقى أنتَ انتَ هناك بعشقك لم تتغير
و شاعرة الفجر هي هيَ بحبها لكَ لم تتغير
وساح القتال ما زالت كما هي تتنقل من بقعة لبقعة في هذا العالم
قد تتغير السنون والأسماء لكن ما زالت رياح الشمال تهب بصقيعها على الخارطة
والطائرة تقترب من البعيد
الشرفات العريضة تحدق معي ..
أبحث عن وجهك في زحام العمر و أبحث عن عيون دمشق في أحداقك أسقط عنها التنهيدة
تهرع إلي تغمرني
أصبح خارج دائرة التكوين
آوااه ايها القادم من عيون الفجر كم قتلني الحنين ..
.. مر وقت الإنتظار كدهر
أصابع العطر والرذاذ تتخلل ضفائري تتدحرج فوق وجهي وأحلامي
مشدوهة ابتسم فيما جمال حضورك يصيبني بالذهول
انتبه من جديد
أجدني مغموسة بكل ما فيك و أجدني معكَ نجمة في السماء الأولى
تطير أردد الأسم القديم .. الله الله يا مالكاً قلبي إليك روحي تعرج حباً .

سيدة المعبد
7 . 5
2023 م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق