فَـتَّـشْـتُ أَركـانَ الـمـــدائن عَـلَّـني
………………..أجِـدُ الـعـلاج لِـضـعـفِـنــا والــدّاءِ
فـطَـرقـتُ أَبـوابٍ الرجـاء بِـلَـهْـفـةٍ
……………….حتى اكْتويت بِـلـهـفـتي ورجـائي
سبعون عامًا قد مَضَت مِن عمرِنا
……………….والحُـزن يَـقــتُـلـنـا بلا اسْـتـثـنــاء
فالشعب اضحى للفـسـاد ضَحيـة
……………….والـمــالـكـون تـسـير باسْـتْـحـيـاء
والشعب مُـعـتَـقَـلُ بسجـنٍ مظلم
……………….وشـبـابـنــا في قـبـضـة الـدخــلاء
قد حارت الحكـمـاء في أحـوالـنا
……………….يـا ويْـلَـنــا مِـن ضـيٓـعـةِ الحكمـاء
فالوضع في شتى الـبـلاد تـروْنَـه
……………….في أَيْـدِ غِـلـمـــانٍ مِـنَ الـغـوغــاء
عَـبَـثـوا بكل فـضيـلــة ومُـقـدس
……………….والـبــدر غــاب بِـلَـيـلـةِ الـظـلـمـاءِ
وتجمَّـعَـت كل الضَّـبـاع بِـأَرضـنـا
……………….والــذُّل والإحـبـــاط في الإســراء
دانت لَـهـم جُـلُّ الـبـلاد ولَمٓ يَعُـدْ
……………….في أَرضـنــا الإجـــلالُ للـشــرفـاءِ
ضـاع الـتـآلـف وانْـقَـضَـت أيـامهُ
……………….والبعـض يحـيـا في جَـدا البغضاء
حتى الأبـوَّة قد مَـضَـت أَيـامُـهــا
……………….وتَــنـــكَّــــر الأبــنـــــاءُ لــلآبـــــاء
وتَـرى الأُخـوَّة في شـقــاقٍ دائـمٍ
……………….يَـتَـنـافسـون على الـدُّنــا بِغَــبـــاء
نـاهـيـك عـن شَرِّ التحاسدِ بينهم
………………حتى غَـدَوْا بـالـحـقــدِ كالـغُـربـــاء
فترى الـتـبـاغض والتـناحـر بيننا
………………وكـأنَّـنـــا جـئـنــا مِـن الـشـحـنـــاء
ماذا أقـول لأُمـةٍ قد ضـيَّـعـت ؟!
………………مَـجـدَ الأُلىٰ في اللَّـهْـوِ والـفـحشاء
هـل مِـن سبيل للحيـاة لأُمتي ؟!
……………..وتَـعــود ســيرتـهـــا مَـع الـعـلـيـــاء
يا رب وامْـنُـن بـالـصـلاح لأمـتي
………………وَقِـــهِ الـعِــبــــاد مـغـبَّــــةَ الـلأواءِ
أمَـلـي الـشـفـاء لأُمــةٍ لا تـرعَـوي
……………….مـاتَـت واحـسَـبُـهـا مِـن الأحـيــاء
