اخبار العالم العربي

*اليوم الوطني.. وفاء لبطولات وتضحيات الآباء في النهضة التي تعيشها المملكة اليوم*

بقلم / معالي الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السويلم

يحتفل الشعب السعودي في هذه الأيام باليوم الوطني للمملكة وهي ذكرى عطرة يفوح شذاها بعبير الفخر والاعتزاز بتأسيس وطننا الغالي المملكة العربية السعودية مملكة العز والسؤدد.
في 23 سبتمبر 1932م وحد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن ـ رحمه الله ـ هذه البلاد على كلمة التوحيد، وأقام هذا الكيان بعد الفرقة والضعف، يقول تعالى (وَاذْكُرُوا نِعْمَة اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا) وإنها لمناسبة وطنية يفخر بها كل مواطن وكل من عاش على هذه الأرض المباركة بل ويشاركنا كل المحبين من العالم العربي والإسلامي، فاستقرار ووحدة هذا الكيان وما حققته المملكة من إنجازات حضارية سهلت الوصول إلى أرض الحرمين ومهبط الوحي حتى أصبح الحج والعمرة سياحة دنيوية ودينية.
إن اليوم الوطني مناسبة لاستذكار مجاهدات الملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ وجيل الآباء على ما قدموه من تضحيات نقطف ثمارها اليوم ونستظل تحت ظلها الــوارف نحن وأبناؤنا، وسيســتمر هذا العطــاء لأبناء الوطن جيلاً بعد آخر بمشيئة الله، في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود التي لها تطلعات كبيرة في إقامة دولة حديثة تستلهم المتغيرات العالمية وتستشرف المستقبل برؤية 2030م التي وضع لبنتها ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ
وبحمد الله تتبوأ المملكة اليوم مكانة دولية متميزة وذلك بفضل سياستها المتوازنة وانتهاجها لمنهج الوسطية والاعتدال حتى أصبح هذا النهج علامة فارقة يعرف بها الشعب السعودي، كما حققت المملكة نجاحات باهرة على الأصعدة كافة، فمن الجانب السياسي نجحت السياسة السعودية في الملفات والقضايا الإقليمية والدولية، ولم يكن ليتحقق ذلك لولا توفيق الله -عز وجل- أولاً ثم ارتكاز المملكة على عقيدة راسخة قوامها الدين الحنيف، وفي المجال الاقتصادي أصبحت المملكة من الدول العشرين، والفاعل الرئيس في دول الأوبك وغيرها، وفي المجال الصحي بلغت المملكة شأناً عظيماً حيث استطاعت أن تتوسع في كل المجالات الصحية التخصصية حتى إن مستشفياتها أصبحت من المستشفيات الراقية التي تنافس زميلاتها في مجال المشاركة المجتمعية والعمل الخيري، فقد حدث تطور هائل من خلال منظمات المجتمع المدني وبخاصة الجمعيات الخيرية والحراك الوطني في مجال التطوع، ولا سيما عند الشباب والفتيات في مجالات متعددة، ولنأخذ نموذجاً واحداً وهو الجمعية الخيرية الصحية لرعاية المرضى(عناية)، حيث كانت ثمرة جهود مجموعة من العلماء مثل الشيخ صالح بن عبدالرحمن الحصين، الشيخ الدكتور عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن المطلق، ومجموعة من الأطباء السعوديين لتقديم العلاج للمرضى ذوي الدخل المحدود، وتعد إنجازات جمعية عناية نموذجًا يحتذى به في المساهمات المجتمعية في دعم برامج الدولة وتحقيق رؤية 2030 في بناء مجتمع صحي وسليم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق