اخبار العالم العربي
وزير الشّؤون الدّينية يفتتح يوما دراسيّا حول: “مكانة المرأة في الإسلام ودورها في البناء المُجتمعي”
الإعلامي التونسي المعز بن رجب
أشرف الدّكتور إبراهيم الشّائبي وزير الشّؤون الدّينية يوم السّبت 20 أفريل 2024 بمقرّ المعهد الأعلى للشّريعة بتونس على افتتاح يوم دراسي حول “مكانة المرأة في الإسلام ودورها في البناء المجتمعي”.
وتحدّث السّيد الوزير في كلمته عن تكريم المرأة في الإسلام، مُعربا عن عميق إيمانه بجدارة المرأة التّونسيّة بتولّي مواقع الصّدارة بالوزارة على المستويين المركزي والجهوي والأكاديمي وما تعيينه لمديرة على رأس المعهد الأعلى للشّريعة وكاتبة عامّة لذات المعهد وعشر مديرات جهويّات بولايات بنزرت وقبلّي وبن عروس وسيدي بوزيد وتطاوين وجندوبة وقفصة وأريانة وتوزر وصفاقس إلّا سابقة في تاريخ الوزارة أراد من خلالها تعزيز دور المرأة في وزارة الشّؤون الدّينية، ومن ذلك المنطلق سيقع مزيد التّعويل على الكفاءات النّسائيّة مُستقبلا بإذن الله، مُشيدا بالدّور المتميّز للمرشدات الدّينيّات خلال موسم الحجّ اللّواتي يزداد عددهن في كلّ موسم ويكون النجاح والتميّز حليفنا بفضل تظافر جهودهن مع جميع الأطراف.
وعبّــــر السّيد الوزير عن بالغ اعتـزازه بتنظيم هذا اليوم الدّراسي في المعهد كمُبادرة تأتي احتراما للمرأة وتقديرا للواعظات، مُعتبرا أنّ اقتحام المرأة التُّونسيّة لسلك الوعظ والإرشاد الدّيني وتسجيل حضورها فيه بالواعظات يُعدُّ بابا من أبواب الشّرف والرّفعة.
وأكّد الدُّكتور إبراهيم الشّائبي أنَّ حقل الدَّعوة والوعظ والإرشاد ليس حكرا على الرِّجال دون النِّساء، وأنَّ الواعظات التُّونسيات مؤهّلات لحمل مشروع المدرسة التَّنويريّة التُّونسيّة الزَّيتونيّة الوسطيّة المُشرقة، ومؤتمنات على النّهج القويم والفهم السّليم للإسلام عن علم ودراية، ودعاهُن لمزيد الاقتراب من مشاغل النّاس وتجديد الخطاب الدَّعوي وتقديم الموعظة الحسنة والتّوجيه الصّحيح والكلمة الطيّبة والهداية إلى الخير والتَّرغيب في الصّلاح، كما حثّهن على استشعار عِظم رسالتهن وثِقل مسؤوليتهن بوصفهن قُدوة لغيرهن، وطالبهنّ بمُضاعفة البذل من أجل النّهوض بالوطن وتوسيع نشاطهن في نشر مبادئ الاعتدال وقيم التّآزر في المجتمع التّونسي، مبرزا أنّ تونس عرفت رائدات في مجال العلوم الإسلامية على غرار الدّكتورة هند شلبي أستاذة علوم القرآن بجامعة الزّيتونة، والسّيدة فاطمة بن علي قربوج أوّل طالبة تونسية بجامع الزّيتونة، رحمهما الله.
وبيّن السّيد الوزير أنّ هذا اليوم الدّراسي يأتي ضمن سياق سلسلة من المبادرات التي تُعلي من شأن المرأة بالوزارة وتحتفي بها وتشجّعها على مواصلة مسيرتها المهنية، على غرار المائدة المستديرة التي أقيمت بالوزارة في العيد الوطني للمرأة للتعريف بإسهامات المرأة العاملة في الحقل الدّيني، وكذلك على غرار الحفل الذي أقيم على شرف أقدم موظّفات القطاع تكريما لهن على تفانيهن في خدمة الدّين ورفعة الوطن، وأيضا على غرار الدّورتين السّابقتين لندوة “الواعظات التُّونسيّات” ورهانات الارتقاء بالشّأن الدّيني بمناسبة الاحتفال بيوم المرأة العالمي.
ولم يختم السّيد الوزير كلمته قبل تسجيل إكباره للمواقف المُشرّفة لأُسرة وزارة الشّؤون الدّينية عموما ولنساء الوزارة خصوصا لما أبدينه من رِباطة جأش في التّصدي لحملات التّشويه الدّنيئة التي طالت بعضهن، مُوصيا كلّ أبناء الوزارة بالثّبات على المبدأ والتّفاني في العمل والإخلاص للوطن ورفعة الشّأن الدّيني.
ذلك قبل أن يحيل رئاسة الجلسة العلمية للدّكتورة حميدة الفرشيشي مديرة المعهد الأعلى للشريعة، حيث تواصل اليوم الدّراسي بمداخلة أولى عن “المرأة بين الشّرع والعرف والقانون” قدّمتها الدّكتورة حكيمة العلوي (الكاتبة العامّة للمعهد الأعلى للشريعة)، ومداخلة ثانية حول “تعزيز دور المرأة في الحياة العامة” قدّمتها الأستاذة دلندة قاري (مدير عامة بوزارة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السّن)، ومداخلة ثالثة حول: “محورية دور المرأة في التربية” قدّمها الأستاذ محمد الصّادق الردلّي (متفقد أوّل للتعليم الثّانوي).
وشُفعت المداخلات بحوار ثري شارك فيه الحضور من أئمة ووعّاظ وإطارات دينية وضيوف، كما ثمّنت المشاركات في اليوم الدّراسي كلّ المبادرات المتّخذة لفائدة المرأة بوزارة الشّؤون الدّينية وأنّ ما تحقّق لهن من مكاسب لن يزيدهن إلّا حرصا على مواصلة مسيرتهن المهنية بكلّ إخلاص وتفان، وعبّرن عن اعتزازهن بالعمل في هذا القطاع.