اقلام حرة

يوميات العزلة من الكورونا / الاعلامي عرفان عرب/ بريطانيا

 

اليوم 28 (20/4/2020)

اليوم اتسم بإهداء كريم في شكل قصيدة رائعة تروي عزلتي من خلال يومياتي وصوري على فيسبوك، من صديقي الشاعر محمد خلاد المثقف واسع المعرفة الذي يعزف بكلماته لحنًا كلاميًا جميلا. شكرا جزيلا سي محمد، Mohamed Khallad أخرجتني فرحًا من عزلتي.
وهذه ابيات منها:
“يتأوَّهُ سكونُ عُزلتِك
فتُسْمَعُ تنَهُداتُ ساقيَتِك
تبُوحُ للحَصَى بسرِّها الجميل
تحت الجِسْر الصغير
وأنتَ تعْبُر من فَصْلِ إلى فصْل
تَجُسُّ نبْضَ الوقتِ الخامِد
وتبثُّ فيه إكْسِير الحياة”.

اليوم سحرني أيضا رقة الطقس رغم بعض الرياح، واغتنمنا زوجتي وأنا الفرصة في اليوم الثاني لمواصلة العمل في الحديقة بعد تناول الفطور فيها، ولم نتوقف عن العمل هذه المرة طوال النهار مع بعض فترات الاستراحة: قمنا بقص وقطع الأغصان وازالة الأعشاب الضارة، وشجيرات ضعيفة ولا حاجة لها، ثم وضعها في صندوق الفضلات الزراعية. شيء ممتع.

طبعًا واصلنا طلاء الطاولات بالدهان طبقة ثالثة وأضفنا الى ذلك كرسيًا منحناها حياة جديدة ورونقًا جميلًا. برافو أليسون وعرفان. 👏🏼👍

لم استمع ولم اشاهد اَي اخبار عن الكورونا وتركتها حتى اخر الليل.

لم اتصل الا بعدد قليل من الأصدقاء عن طريق التشات.

يبدو ان العزلة الكاملة في المنزل قد تنتهي من حالة عدم العمل الى العمل من المنزل. وهذا شيء مشجع ومخفف من فراغ العزلة وخاصة ان زوجتي وابني يعملان من المنزل منذ بداية الأزمة. وسوف انضم إليهما. وعلينا الان ان نتقاسم عمل النادل.

خلال المشية اليومية قبل الغروب ذهبنا الى غابة الثعالب وتفاجئنا بان زقاق الثعالب “فوكس لاين” مسدود بشجرة ضخمة أطاحت بها الرياح الشديدة خلال اليوم ويبدو انها سقطت اليوم لانني مررت من نفس الطريق في نفس الوقت امس. ومن حسن الحظ انها لم تسقط على احد المارة.

لايزال الناس يتحاشون بعضهم بأدب وعندما يمر احدنا في الزقاق الضيق يدير الآخرون غير الملثمين ظهورهم لنا حتى نمر وأحيانا نفعل الشيء نفسه.

مازالت بريطانيا محتارة في امرها بشأن فك الأغلاق تدريجيا وتخفيف العزلة بالتدريج، وما زالت الحكومة غير قادرة على توفير المستلزمات الطبية للعاملين في المستشفيات.

ولكن الاقتصاد بدأ يطل برأسه بقوة اليوم كما نقلت الأخبار، وهناك انباء عن افلاس شركات، وكان الخبر الأبرز انهيار أسعار النفط الى ادنى مستوى لها في التاريخ، يعني سعر البرميل صفر في الولايات المتحدة.
لا احد يريد النفط الان.

اعود الى العزلة والإغلاق وتداعياتهما على الصحة العقلية، تتزايد التقارير عن زيادة حالات الاكتئاب والقلق والإجهاد النفسي. حتى الان بعدني بعقلي. مازلت صامدا عقليا وجسديا. حتى الان!!! رغم ان الوضع مقلق. الحالة تعبانة.
شو العمل؟!!
العمل الان كما هو منذ اكثر من شهر ويمكن شهر اخر هو ان أبقى في البيت وبلاش نق. سوف أبقى في البيت. وشكرا للحديقة والطقس الجيد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق