الرئيسيةخواطر

يوميات العزلة من الكورونا اليوم ٢٠ (١٢/٤/٢٠٢٠)

مر اليوم دون ان اشعر به من كثرة النشاط والتنوع، في يوم رائع اخر من الطقس الجميل، في عيد الفصح. عيدنا على أصدقائنا الذين يحتفلون بالعيد. العيد مر حزينا خاليًا من الاحتفالات والمصليين.

ولكن الخبر السعيد بالنسبة لنا هو تمكن ابنتنا لارا من زيارتنا للمرة الاولى منذ اكثر شهر ونصف الشهر، بعد ان كانت هي أيضا في العزلة لمدة طويلة حيث تعمل من شقتها. كانت حريصة على التباعد بمترين او اكثر، وجلسنا في الحديقة في مشهد سوريالي “مضحك مبكي” حيث تفصلنا مسافة أمان بأكثر من أربعة أمتار وابننا في المنتصف بمسافة مترين لانه يعيش معنا.

لا ادري ان كنا نبالغ في تنفيذ الاجراءات الحكومية او الطبية المتعلقة بالتباعد وعدم المصافحة والعناق والقبلات. ابنتنا كانت حريصة على التمسك بذلك حرصًا علينا الأكبر سنًا.

شيء محزن. ماذا فعل بنا الفيروس اللعين.

المحزن على المستوى الأوسع هو ارتفاع عدد الوفيات التي سجلت
في المملكة المتحدة اَي 737 حالة وفاة جديدة بالمستشفيات المرتبطة بالفيروس، (اقل من اليومين الماضيين) ليصل العدد الإجمالي إلى 10،612 منذ تفشي الوباء.

والمحزن أيضا ان بريطانيا من المرجح أن تكون من بين الدول الأوروبية الأكثر تضررا بالفيروس.

والمحزن أيضا ان هذا العدد الكبير من الوفيات كان من الممكن تفاديه لو كانت الحكومة مستعدة اكثر وزودت خدمة الصحة الوطنية بالمعدات والأجهزة للعاملين في مجال الصحة العامة.

هذه الخدمة الصحية ” العظيمة” كما وصفها رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون عند خروجه اليوم من المستشفى معافا، مشيدا بخدمة الصحة التي انقذت حياته، كما قال.

ومن المفارقات انه خصص بالشكر ممرضين ذكرهما بالاسم، سهرا على رعايته في المستشفى، ويبدو من اسميهما انهما من أصول غير بريطانية.

اتسم اليوم أيضا بعدة اتصالات مع مجموعة من الأصدقاء بواسطة تطبيق zoom، مرتين. كانت تجربة جيدة وجميلة أنستنا جزءا من عزلتنا، لنبقي التواصل بين الأصدقاء في هذه الأوقات الصعبة.

الأزمات محك للناس تصقل العلاقات بينهم وتقويها او تذهبها ادراج الرياح.

الأزمة لاتزال في أوجهًا والمطلوب منا ان نبقى في المنزل ونحافظ على التباعد بمسافات آمنة. عند خروجي اليومي للتمشي في الحديقة العامة كان عدد لابأس به من الناس يتمشون ويمارسون الرياضة. الالتزام ليس شديدًا حسب اعتقادي.

ابقوا في المنزل، اسمعوا الكلام!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق