نشاطات

يوميات العزلة من الكورونا اليوم ٢١ (١٣/٤/٢٠٢٠)

اليوم ادخل العزلة الحادية والعشرين منعزلًا عن الأخبار الكورونية، حتى العاشرة ليلًا مع نشرة الأخبار. كان اليوم مشمسا لكنه كان باردًا مع رياح مزعجة الا ان ذلك لم يمنعني من إكمال مهمتي في تنظيف الحديقة وخاصة أطراف العشب مثل تقليم الأظافر كما يقولون. مهمة شاقة متعبة تقسم الظهر.

العزلة مملة جدا ضارة جدا اذا لم تشغل نفسك باستمرار ، وتضع لنفسك أهدافًا يومية. طبعًا لدي زوجتي أهداف عديدة وواقفة لي بالمرصاد مثل “ناظر” المدرسة، مش “الغفير” حتى ما حد يزعل مني، كلما لجأت الى التكاسل والى الملعون الايفون المتحكم في.
اليوم أمضيته في الحديقة باستثناء ساعتين في تنظيف “موكيت” او سجاد شقة ابنتي بالشامبو. لازم تدفع لي مئتي جنيه، على الأقل، مش كل شي ببلاش. “شغال عند ابوها انا؟”

المهم كان اليوم كله عمل حتى العشاء ثم المسلسلات والمسلسلات واستراحة مع نشرة اخبار العاشرة.

الأخبار مزعجة كالعادة أبلغتنا دخول بريطانيا الاسبوع الرابع من إغلاق البلاد واجراءات البقاء في المنزل ، والتباعد بمسافة امان بين الناس بمترين.. ولاتزال المملكة المتحدة لم تبلغ ذروة الفيروس حتى تعلن الحكومة عن تخفيف الاجراءات.

من المنتظر الإعلان عن ذلك يوم الخميس، حيث من المتوقع ان ترفع الاجراءات تدريجيا اعتبارا من الاسبوع الاول من الشهر القادم. هناك ضوء في نهاية النفق على ما يبدو. في هذه الأثناء يتوقع المسؤولون زيادة كبيرة يومية في الوفيات والإصابات خلال هذا الأسبوع.

خلال أربعة أسابيع بلغ عدد الوفيات في المستشفيات وحدها اكثر من ١١ الف حالة، لا تتضمن عدد الوفيات خارج المستشفيات.

خلال هذه الأسابيع الأربعة، اكتشف العالم مدى أهمية العاملين في القطاع الصحي: واكتشف مدى أهمية الدور الذين يلعبونه، والتضحيات التي قدموها. هم الأبطال الحقيقيون في هذه الأزمة.

الأزمة كشفت مدى فشل السياسات ضد الهجرة والمهاجرين التي انتهجها الحزب الحاكم في بريطانيا خلال معضلة البريكزيت، وان معظم الأطباء والممرضين الذين انقذوا حياة الآلاف ومن بينهم ممرضان أجنبيان من نيوزيلندا والبرتغال انقذا حياة رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون، وهو “متهم بالعنصرية”، كما اشاد بهما هو نفسه.

الأزمة كشفت قصور الرعاية الصحية في بريطانيا، والضغوط على خدمة الصحة الوطنية، وكذب الحكومة بشأن تزويد الخدمة بالمعدات اللازمة لمواجهة الفيروس.

أربعة أسابيع فقط شلت البلاد وعزلت الملايين وغيرت من أساليب حياتنا، سيكون تأثيرها كبيرا على حالتنا الصحية والنفسية والمادية والاقتصادية.
أربعة اسابيع فقط. ولم نبلغ الذروة.

الحديث الان عن تخفيف الاجراءات قريبا ، والعودة الى الحياة الطبيعة تدريجيا وبحذر.
البوادر بدأت تدريجيا في اسبانيا وفرنسا، وسط مخاوف من عودة الفيروس وبقاء الكثير من الاجراءات.

علينا ان نتحلى بالصبر:

معليش يا وديع الصافي اسمح لنا.

“يا عيني يا عيني عالصبر يا عيني عليه
مسير الصبر هيوصل مراكبنا
ونتقابل أنا وانت بحبايبنـــا
وفين يا قلبي مرسانا وفين الخطوة وخدانا”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق