شعر وشعراء

{{القُمْبازُ الفلسطينيّْ}} شعر:عاطف ابو بكر/ابو فرح

ساقَ اللهْ عَيَّامِ القُمْبازْ
وِالحَطَّهْ وِالطاقِيِّهْ
وْعالبابورِ إلِّي عَالكازْ
وِالقَعْدِهْ عالْجَنْبِيِّهْ
* * * * *
القُمْبازُ لِباسُ رِجالِ
فلسطينَ الشعْبِيّْ

وهْوَ لباسٌ بدويٌّ ريفيٌّ حَضَريٌّ

كانَ لباسَ بلادي
ما قبْلَ الغرْبِيّْ

وَانْحسَرَ الآنَ كثيراً والآخرُ
باتَ يُسَمَّى بالمَدَنيّْ

لكنْ ما زالَ كِبارُ السـنِّ
وَأريافُ فلسطينَ على صِلةٍ
أو عِشْقٍ للزِيِّ

والتسْمِيَةُ لهُ أضحتْ بالزِيِّ التقْليدِيّْ

فَبرَغْمِ الغَزْوَةِ ما زالَ على قَيْدِ العَيْشِ وَحَيّْ

وَيقولُ مُريدوهُ بأنَّ القُمْبازَ عرِيضٌ وَيُتيحُ لصاحِبِهِ أنْ
يتحَرَّكَ أسْهلْ

إنْ كانَ لِفلاحٍ في حقْلْ

أو للعامِلِ في مَعْمَلْ

أوْ للزارعِ خُضْرتهُ في سَهْلْ

أو للقاطِفِ ثمَراتٍ في تلّْ

وَيُضيفوَنَ بأنَّ البنْطالَ الضَيِّقَ
يَصْحبهُ تأثيرٌ سلْبيٌّ في النَسْلْ

وَيَرونَ مَزاياً أخرى فيهِ ومنها
القُرْبُ مِنَ الزِيِّ الإسلامِيِّ الساتِرْ
وَيَرونَ كذلكَ فيهِ الحَلّْ

وَيُعاكِسهمْ أصحابُ الزيِّ
الغربيِّ تَماماً في القَوْلْ

والقُمبازُ شَبيهٌ بالجِلْبابِ ولكنْ
مفْتوحٌ منْ أعْلاهُ إلى الأسْفَلْ

وَيَضيقُ مِنَ الأعلى وَيَصيرُ
عَريضاً إذْ يَنْزِلْ

وَبِداخِلِهِ أرْبطَةٌ وَشريطٌ عندَ
الرقَبَهْ، وَيُبَطَّنُ بالأطْلسِ في النِصْفِ
الأعلى ولهُ كَمْرٌ أسودُ أو خَمْريٌّ
عندَ الوَسْطْ ،ويكونُ الكَمْرُ
حَريراً في أحيانٍ أخْرى
ولذا يَلْبِسُهُ في الغالبِ أصحابُ
الثرْوَةِ والدَخْلْ

والقمبازُ عدِيدُ الأنواعِ وَيُصْنعُ
منْ أقْمشةٍ كالأطْلَسِ والجَوْخِ
أوِ الكتَّانِ أو القُطْنيّهْ

والأغَلبُ منْ أقمشةِ الصاياتِ
المتعَدِّدَةِ الألوانِ الحلبيَّهْ

وَمِنها المخلوطُ بأنْسجةٍ نَشَوِيَّهْ

والقمبازُ السائدُ في الأريافِ لِذي
الدخْلِ المحدودِ هوَ الأبيضُ بخطوطٍ
زرْقاءٍ أو سوْداءٍ،،كالحُمُرِ الوَحْشيَٰهْ

وهناكَ المنسوجُ منَ الأنْسجةِ القطْنيَّةِ
وهوَ القمبازُ العاديُّ وَأمَّا المنسوجُ
منَ الجَوْخِ أوِ الأنسجةِ الصوفيَّهْ

فهما في العادةِ أغْلى والّلابِسُ لهما
يحْتلُّ مَواقعَ أعلى طبقِيَّهْ

والأشْهرُ قمبازُ الروزَهْ المائلِ للصُفْرةِ
والأخرى المصنوعَةِ منْ جوْخٍ او صوفٍ
شتَوِيَّهْ كانتْ أم صيْفيَّهْ

في الخارجِ يَنتَعِشُ الزِيُّ بِفَضْلِ
الدَبْكَةِ أو فِرَقِ الإحْياءِ الشَعْبيَّهْ
* * ,* *
هذي البَنُوراما تَنْقِلُ صاحِبَها لعْوالِمَ
أخْرى ،في العَقْلِ الباطِنِ مَنْسيَّهْ

تَعْرضُ شاشَتها صُوَراً أحْداثاً
باتَتْ عنْ عَيْنَيْكَ عُقوداً مَخْفيَّهْ

فَتُثيرُ حَنِيناً لم يَخبو لحِكاياتٍ
أحْبابٍ وأُناسٍ باتوا في الدارِ العُلْوِيَّهْ
* * * *
والعادةُ أنْ يُلْبسَ سِرْوالٌ أو شِرْوالٌ
مِنْ كتَّانٍ ذي لونٍ أبيضَ أو أسودَ
تحتَ القمبازِ وَدِكَّتُهُ مَشروطٌ أنْ
تُصْنعَ منْ خيطانَ لِيفِيَّهْ

ماكِنَةٌ طبْعاً وَقَوِيَّهْ

والعادةُ أنْ يَلْبسَ أهلَ بلادي الصاكو فوق القمبازِ
وَبعضٌ بلبسٌ بِشْتاً ،والبِشْتُ عباءَتَنا
باللّغةِ الفُرْسيَّهْ

وَيِصاحِبُ هذا الزيَّ الشعْبيَّ
غِطاءٌ للرأسِ يُسمّْى الكوفيَّهْ

وعليْها ما يُدْعى بِعِقالٍ فيهِ التَقْصيبُ
المرئيْ بخيوطٍ ذهَبيَّهْ أو فِضِّيَّهْ

أو للبسطاءِ عِقالٌ مِنْ أنْسجةٍ
مِنْ ماعزَ صوفيَّهْ

وهناكَ الأبيضُ والرُزِيُّ وآخرُ منْ أوْبارِ الجَمَلِ ،
وَتِلكمْ للأعْراسِ وَللحَفَلاتِ وأغلبها البدْوِيَّهْ

والبعْضُ بأحْيانٍ يَلبسُ تحتَ
الحطَّةِ(أشبهَ بِقُلُنْسُوَةٍ) تُدْعى طاقِيَّهْ

ما أجْملَ أنْ تَكْتبَ عنْ وطَنٍ
يَسكُنْ قلْبَكَ أنَّى كُنْتَ ،وَحينَ تُحدِّقُ
في قمبازِ أبيكَ وفي الكوفيّةِ
والسروالِ وفي الطاقيَّةِ أيضاً
أو بِعباءَتهِ،تَمْتَدُّ أمامَكَ مَرْجَةَ
قمٍحٍ وْحقولَ الزيتونِ وبيَّاراتٍ
تُثْمِرُ ليموناً وَنُجوماً حِمْضِيَّهْ

فتَعيشُ للحْظاتٍ ذكٍرىً كانتْ مَنْسيَّهْ،
أو في أعْماقكَ مَطْويَّهْ

آهٍ لو تَعْبرُ أشْرطةُ الماضي بِمُخَيَّلتي ،فأرى فيها
( منْ يعْبَدَ أعواماً تعْدلُ نصفَ القرنِ بعيداً عنها)وأرى
كلَّ الأهْلينَ ترابَ الأرضِ شوارعَها ومدارسَها ومقابَرها
وحكاياها وأمُرُّ بِسهْراتِ الأهل الليليَّهْ

أهٍ كم أتمنَّى لكنِّي أعرفُ أنَّ الأمرَ مُحالٌ
ما دامَتْ بلدي في قبْضةِ كَفٍّ نازيَّهْ

لكنْ ليسَ على اللهِ محالٌ وبعيدْ،،
ولهذا ،،للقَوْلِ بَقِيَّهْ،،

فأنا أؤْمِنُ أنَّ النصرَ سيأتي مهما طالَ الوقتْ
وستُشرقُ في يوْمٍ ليسَ بَعيداً ،، شمسُ الحرِّيَّهْ
——————————————
شعر:عاطف ابو بكر/ابو فرح
الصايات،،قماش حلبي بألوان مختلفه
منه تصنع القنابيز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق