حقوق الانسان ومسارها الفعلي في بعثات السلام
بقلم الدكتوره بيان الشبول (رئيسة مبادرة تكافل الاديان)
في مقالتي السابقة كتبت عن حقوق الانسان الواقع والطموح واليوم عندما نتحدث عن حقوق النسان ومسارها الفعلي في بعثات السلام فلقد اقرر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بأن إعمال حقوق الإنسان ضروري لبناء وحفظ السلام، وفقاً لما يدل عليه إدراج مجلس الأمن باستمرار لولايات قوية في مجال حقوق الإنسان لبعثات السلام.. وتتشارك المفوضية السامية لحقوق الإنسان مع إدارات عمليات حفظ السلام (DPKO) والشؤون السياسية (DPA) والدعم الميداني (DFS) لضمان أن تكون عناصر حقوق الإنسان في بعثات السلام التابعة للأمم المتحدة مزودة بما يكفي من الموظفين والموارد وبما تحتاج إليه من سياسات وأدوات وإرشادات للعمل في بيئات متزايدة التعقيد ولأداء الولايات المسندة إليها من مجلس الأمن. ولهذه الغاية، أنجزت المفوضية السامية لحقوق الإنسان وإدارة عمليات حفظ السلام وإدارة الشؤون السياسية وإدارة الدعم الميداني، في عام 2011، سياسة بشأن إدماج حقوق الإنسان في عمليات السلام والبعثات السياسية التابعة للأمم المتحدة.
دور المفوضية السامية لحقوق الإنسان
ندعم المفوضية السامية لحقوق الإنسان عناصر حقوق الإنسان في بعثات السلام عن طريق توفير التخطيط الاستراتيجي، وتقديم المشورة السياساتية والخبراتية، والمساعدة التقنية، والدعم التشغيلي. وتتشارك المفوضية السامية لحقوق الإنسان مع إدارة عمليات حفظ السلام وإدارة الشؤون السياسية وإدارة الدعم الميداني ابتداءً من تصميم بعثة سلام إلى بدء البعثة، مروراً بالمراحل الانتقالية وسحب البعثة في خاتمة المطاف. ومع حدوث أزمات جديدة، تشارك المفوضية السامية لحقوق الإنسان في التقييمات التقنية المشتركة بين الإدارات وتحديد ولاية حقوق الإنسان لإنشاء بعثة سلام جديدة، وتحدد الأولويات في مجال حقوق الإنسان وتحدد موظفي حقوق الإنسان ذوي الخبرة في مجال الحقوق الذين سيشكلون أفرقة البدء بغية نشرهم مبكراً. وتشارك المفوضية السامية لحقوق الإنسان في التقييمات الاستراتيجية التي تجريها الأمم المتحدة أثناء عمليات إعادة تشكيل البعثات وتعمل مع الشركاء في الأمم المتحدة لضمان الاستمرارية أثناء خروج بعثة سلام تابعة للأمم المتحدة وعنصر حقوق الإنسان التابع للبعثة. وبشكل أعم، تقوم المفوضية السامية لحقوق الإنسان بإعداد منهجية وتدريب وإرشادات في مجال حقوق الإنسان من أجل عناصر حقوق الإنسان وتعمل على تعميم منظور حقوق الإنسان في سياسات الأمم المتحدة بشأن صون السلام والأمن الدوليين. كما تستخدم المفوضية السامية لحقوق الإنسان موارد خارجة عن الميزانية، ممولة عن طريق تبرعات الدول الأعضاء، لتمويل أنشطة التعاون التقني مجال حقوق الإنسان وتكاليف الموظفين في المشاريع في بعض بعثات السلام، حيثما يكون هذا ممكناً و/أو ضرورياً.
والأنشطة المكلف بها عنصر حقوق إنسان يكون مصدرها قرار مجلس الأمن المنشئ لبعثة السلام. وبوجه عام، يتضمن عمل عناصر حقوق الإنسان
· -القيام يومياً برصد حالة حقوق الإنسان وإجراء التحقيقات بشأنها وتوثيقها وتقديم التقارير عنها
· -الدعوة لدى السلطات المحلية والوطنية، وإشراك المجتمع المدني والحكومات الوطنية، من أجل منع انتهاكات حقوق الإنسان وضمان التعويض عن هذه الانتهاكات
· تقديم تقارير علنية عن المكاسب والثغرات في مجال حقوق الإنسان؛-
· ضمان أن تعزز عمليات السلام العدالة والمساواة؛-
· -بناء القدرات والمؤسسات في مجال حقوق الإنسان؛
· -تعميم منظور حقوق الإنسان في عمل بعثة الأمم المتحدة للسلام وفي عمل جميع برامج وأنشطة الأمم المتحدة في البلد.
ويعمل رئيس عنصر حقوق الإنسان بوصفه مستشار رئيس البعثة لحقوق الإنسان وممثل المفوض السامي لحقوق الإنسان في منطقة البعثة، مما يعني أنه يقدم تقاريره في آن واحد إلى بعثة السلام والمفوض السامي.
كيف تصون الأمم المتحدة السلم والأمن الدوليين؟
الدبلوماسية الوقائية والوساطة
منع النزاعات هو في المقام الأول أكثر الوسائل فعالية في الحد من المعاناة الإنسانية في النزاعات وما يترتب عليها من كلفة اقتصادية هائلة فضلا عن عواقبها. وتضطلع الأمم المتحدة بدور مهم في منع الصراع باستخدام الدبلوماسية ومكاتب المساعي الحميدة والوساطة. ويُعد المبعوثون الخاصون والبعثات السياسية في الميدان من الوسائل التي تستخدمها المنظمة في نشرالسلام
حفظ السلام
عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام هي أداة حيوية يستخدمها المجتمع الدولي للدفع قدما بعملية السلام والأمن. قدم إدارة عمليات حفظ السلام التوجيه السياسي والتنفيذي لعمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام في أنحاء العالم، وتبقى على اتصال مع مجلس الأمن، والمساهمين بقوات والمساهمين بموارد مالية، وأطراف النزاع، من أجل تنفيذ ولايات مجلس الأمن. وتعمل الإدارة على إدماج جهود الأمم المتحدة، والكيانات الحكومية وغير الحكومية في إطار عمليات حفظ السلام. وتقدم الإدارة أيضا التوجيه والدعم بشأن الجوانب العسكريةوالجوانب المتعلقة بالشرطة والإجراءات المتعلقة بالألغام وغير ذلك من القضايا ذات الصلة إلى البعثات السياسية وبعثات بناء السلام الأخرى التابعة للأمم المتحدة. وتوجد حاليا 16 عملية جارية من عمليات حفظ السلام. ونشرت الأمم المتحدة منذ أن أنشئت الأمم المتحدة في عام 1948 ما مجموعه 69 عملية سلام.
بناء السلام
تهدف أنشطة بناء السلام في الأمم المتحدة إلى مساعدة البلدان الخارجة من الصراع وخفض احتمال عودتها إليه من جديد عن طريق وضع أسس متينة للسلم والتنمية الدوليين. وتتكون هيكلية بناء السلام في الأمم المتحدة من لجنة بناء السلام وصندوق بناء السلام ومكتب دعم بناء السلام. ويساعد مكتب دعم بناء السلام لجنة حفظ السلام ويقدم لها الدعم في ما يتصل بالمشورة الشاملة والإرشادات المتعلقة بوضع السياسات، فضلا عن أن المكتب يدير صندوق بناء السلام ويقدم خدماته للأمين العام بما يتعلق بتنسيق الجهود التي تبذلها وكالات الأمم المتحدة في مضمار بناء السلام.
مكافحة الإرهاب
يطلب إلى الأمم المتحدة طلبا متزايدا تنسيق الجهود العالمية المعنية بمكافحة الإرهاب. وقد وضع 18 صكا عالمية لمكافحة الإرهاب العالمي في إطار عمل منظومة الأمم المتحدة في ما يتصل بأنشطة إرهابية محددة. وفي أيلول/سبتمبر 2006، اعتمدت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة الاستراتيجية العالمية لمكافحة الإرهاب، وكان ذلك أول مرة تتفق فيها الدول الأعضاء على خطة شاملة عامة وإطار عمل عملياتي لمكافحة الإرهاب.
نزع السلاح
تعمل الجمعية العامة وغيرها من الهيئات التابعة للأمم المتحدة، بدعم من مكتب شؤون نزع السلاح، على تثبيت السلم والأمن الدوليين عن طريق جهود نزع السلاح ووضع حد لانتشار الأسلحة النووية والكيميائية والبيولوجية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل، فضلا عن الأسلحة التقليدية.