مقالات
كنيسة القيامة أو كنيسة القبر المقدس إعداد:د.حنا عيسى – أستاذ القانون الدولي
(هي كنيسة داخل أسوار البلدة القديمة في القدس بنيت فوق الجلجلة وهي مكان الصخرة التي يعتقد ان المسيح له المجد صلب عليها )
“يا قُدس، يا جميلةً تلتف بالسواد
من يقرعُ الأجراسَ في كنيسةِ القيامة؟
صبيحةَ الآحاد..”
تقع كنيسة القيامة في قلب البلدة القديمة من القدس، وهي من أشهر الأماكن المسيحية المقدسة ليس في القدس وحسب بل على مستوى العالم كله.
وكنيسة القيامة بنتها الملكة هيلانه ام الامبراطور قسطنطين الكبير، ومكث البناء عشر سنوات ودشنت كنيسة القيامة عام 335 ميلادي، وهي منذ تلك الفترة وحتى اليوم تمثل وجهة الحج المسيحي.
ولما فتح أمير المؤمنين عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) بيت المقدس عام 15 هجرية/ 636 ميلادية، أعطى الأمان لأهلها، وزار كنيسة القيامة وقد حان وقت الصلاة وهو في الكنيسة، فأشار عليه البطريرك صفرونيوس ان يصلي حيث كان، الا ان خليفة المسلمين اعتذر وصلى خارج الكنيسة خشية أن يحولها المسلمون من بعده الى جامع.
وعلاوة على الاهمية الدينية واللاهوتية لكنيسة القيامة عند مسيحيي العالم، تزخر عمارة الكنيسة بالمشاهد الجمالية الفنية، فهي نموذج مشرق لرقي فن العمارة وهندستها وما زال بهاؤها ظاهرا حتى اليوم ماثلا أمام الناظرين. كما تمثل الكنيسة تزاوجا معماريا فريدا بين المدارس الفنية المختلفة، خاصة الشرقية والغربية.
وكنيسة القيامة مجمع معماري كبير، والذي أشرف على بناء الكنيسة وهندستها زنوبيوس، المهندس العربي التدمري. وطول الكنيسة نحو ثمانين مترا وعرضها ستة وستين مترا.
وكان في كنيسة القيامة ثلاث عشرة بئرا تتجمع فيها مياه الامطار.
وكان الداخل الى الكنيسة فيما مضى يخلع نعليه، ويظهر ان هذه العادة انتهت أوائل القرن التاسع عشر.
ومفتاح كنيسة القيامة منذ القدم وحتى اليوم بيد عائلتين مقدسييتين، هما آل جودة (آل غضية)، وهم أمناء لمفتاح الكنيسة، والعائلة الثانية هي نسيبة الذين يقومون بمهمة فتح الكنيسة واغلاقها. وعلى أقل تقدير تقوم هاتان العائلتان بهذه المهمة منذ أكثر من ثمانية قرون.