شعر وشعراء
جف المداد / للشاعر جواد يونس
جف المداد
يا صاحِ، جَفَّ الْمِدادُ *** وَخانَني الْإِنْشادُ
ماذا يقول يراعي *** والأفْقُ فيه انسدادُ
فَلا جَديدَ لَدَيْنا *** بَلِ الْقَديمُ يُعادَ
(لَوْ شِئْتُ حَدَّثتُ شِعْرًا) *** فَما لِحِبْري نَفادُ
وَما عَصَتْني قَوافٍ *** لِخِنْصَري تَنْقادُ
لكِنَّ صَمْتي احْتِجاجٌ *** فَلا صُروحَ تُشادُ
ظُهورُنا لِسُيوفٍ *** شَحَذْتُها أَغْمادُ
وَأُمَّةُ الْعُرْبِ ثَكْلى *** في كُلِّ رُكْنٍ حِدادُ
صَنْعاءُ في الْأَسْرِ تَبْكي *** وَقَبْلَها بَغْدادُ
وَتُحْرِقُ الشّامَ نارٌ *** وَقودُها الْأَحْقادُ
وَالنّيلُ يَنْضُبُ حُزْنًا *** وَدَمْعُهُ يَزْدادُ
مَتى سَيَفْهَمُ قَوْمي *** لا تَبْسِمُ الْآسادُ؟
كَمْ أَبْيضٍ أَكَلَتْهُ *** وَلَمْ يُفِدْنا السَّوادُ!
ماذا أَقولُ إِذا باعَ أَرْضَهُ عَوّادُ
لِيَشْتَريْ النَّغْلُ عودًا *** وَلَيْتَهُ عَوّادُ؟!
لِأَيِّ مَجْدٍ سَأَشْدو *** وَهَلْ لَنا أَمْجادُ؟
أَمْسى الْجَميعُ عَبيدًا *** وَما بِنا أَسْيادُ
لَيْسَتْ حُقولي يَبابًا *** لكِنْ غَزاها الْجَرادُ
فَنَحْنُ مَنْ زَرَعوها *** وَخَصْمُنا الْحَصّادُ
مِنْ جَهْلِنا قَدْ تَرَكْنا *** ما خَلَّفَ الْأَجْدادُ
لَمْ نَسْتَفِدْ مِنْ عُلومٍ *** في الْغَرْبِ مِنْها اسْتَفادوا
في الْقُدْسِ مُسْتَوْطَناتٌ *** تُبْنى وَمَجْدٌ يُبادُ
إِذا فَشا سَرَطانٌ *** تُفتَّتُ الْأَجْسادُ
ما هَمَّني الْيَوْمَ عَيْشي *** بَلْ هَمَّني الْأَحْفادُ
ماذا أَقولُ لِسِبْطي *** إِنْ قالَ: أَيْنَ الْبِلادُ؟
ما دامَتِ الْقُدْسُ تَبْكي *** تَغُلُّها الْأَصْفادُ
لا يَسْتَحِقُّ مَديحي *** مَلْكٌ وَلا أَجْنادُ
الظهران، 12.2.2017 جواد يونس