
دخلت لإحدى المتاجر الإلكترونية لشراء بعض الألعاب لأطفالي ، وأثناء ذلك دخل شاب يمسك بيد فتاة جميلة في كامل أناقتها ، اختار هاتف محمول معين وسأل عن ثمنه فكان قرابة العشرة آلاف تقريبًا فقال الشاب في ثقة :
-جميل جدًا ، سأشتريه لكن من فضلك أريد تجربة الصوت ومدى نقائه .
ثم طلب من الفتاةأن تجلس وأخرج من جيبه شريحة وأعطاها للعامل وطلب منه وضعها بالهاتف لتجربته قبل الخروج من المتجر -على عادة أي زبون يقتني هاتف-
قام العامل بتنفيذ طلبه على الفور ليقول الشاب بعدها :
-لا أسمع جيدًا .
ليرد العامل سريعًا :
=شبكة الاتصالات هنا ضعيفة كما أن باب المتجر مغلق يا سيدي .
-هل أستطيع تجربته أمام باب المتجر ، كما تعلم ليس بالثمن القليل لأكتشف به عيب بعد الخروج .
=تفضل يا سيدي لا مشكلة .كان صاحب المتجر يتابع الموقف كما أتابعه أنا وبعد دقيقتين تقريبًا أرسل صاحب المعرض العامل إلى الخارج لاستعجال الشاب ، لكن عاد العامل مؤكدًا أن لا أحد بالخارج ، لم يكن من الجميع إلا أن نظر باتجاه الفتاة التي كانت بمثابة رهنًا تركه الشاب بالداخل ليحصل على الثقة من العاملين ويتسنى له الخروج ، وعلى اثره طلب صاحب المتجر إيقاف جميع المعاملات ريثما ينتهي من حل المشكلة التي حلّت بهم .
كنت قد انتهيت من الشراء بالفعل ومتجهة نحو الباب لأتفاجئ بأحد العاملين يتجه نحو الفتاة بغضب وهو يسحبها من يدها كأنما يريد ضربها متهمًا إياها بشريكته في النصب ومصرًا على طلب الشرطة وكانت الفتاة في كامل انهيارها ، فأسرعت نحو الفتاة ونزعت يد العامل عنها وقلت :
-لا يقترب أحدكم منها ، فتبدو شابة مهذبة .
ليوجه صاحب المتجر سؤاله إليها :
=من هذا الشاب اعترفي وإلا طلبنا الشرطة ؟
ردت وهي تشهق بالبكاء :
-أقسم لك أني لا أعرفه
سخر منها صاحب المتجر وسألها من جديد :
=وكيف جئتِ معه لهنا ؟
-تعرفت عليه منذ شهرين فقط على موقع الفيسبوك وحاول كثيرًا أن نلتقي لكن كنت أرفض بشدة أن يحدث ذلك إلا في بيت أهلي ، ثم أقنعني منذ أيام أن نلتقي ويأتي لي بهدية عيد ميلادي وفي اليوم التالي من لقائنا سيتقدم لخطبتي ، وافقت وبناءً عليه أتى بي إلى هنا .تنهد صاحب المتجر بنفاذ صبر :
=وأين صفحته على الفيس بوك أو حتى رقمه .
على الفور فتحت هاتفها لكن لم تجد أي صفحة فقد أُغلقت الصفحة ، فراحت تتصل به ودموعها لا تكاد تتوقف فوجدت الهاتف مغلقًا .
صاح حينها صاحب المتجر :
=إذًا نتصل بأهلك ، أين رقم والدك ؟
انتفضت من مكانها تتوسله ألا يفعل فحتما سيبرحها ضربًا ويلقي اللوم على أمها التي لم تُحسن تربيتها .حاولتُ تهدئتها وطلبت منها الاتصال بأي من أقاربها أو معارفها التي تثق بهم للخروج من تلك الورطة .
أجابت في ثقة وهدوء وهي تمسك بهاتفها وتتصل بأحدهم :
-صحيح …معك حق … سأتصل بخالي …
بالفعل قامت بالاتصال به وسردت إليه ماحدث وهي تبكي ، فبدأ بتهدئتها وطلب منها إعطاء الهاتف لصاحب المتجر الذي قام بدوره وفتح السماعة الخارجية ليسمع العمال :
=بالله عليك يا سيدي لا يقترب أحدكم منها ، فهي ليست بفتاة شوارع بل من عائلة ووالدها شخص مرموق، سآتي على الفور بالمبلغ .
بقيت مع الفتاة وارتاحت نفس صاحب المتجر وهدأت الفتاة رغم صدمتها الشديدة في ذاك الشاب الذي خذلها وورطها في تلك المصيبة ، بعد أقل من ساعة دخل خالها بعدما أوقف سيارته أمام المتجر ويبدو ميسور الحال وعلى الفور قام باحتضانها وهي تبكي من اثر الصدمة وما حدث به وجسدها بالكامل في رعشة لم تتوقف وبات يطمئنها ، ثم أعطى لصاحب المتجر ثمن الهاتف الذي سرقه الشاب وخرجت البنت معه في اطمئنان وقد بادلها هو بإعطائها كل الأمان .
القصة تحمل في طياتها الكثير من النصائح لكل فتاة غالية احفظي نفسك وأهلك ، القصة حقيقية للأسف حدثت منذ سنوات بكامل أحداثها وقُمت فقط بصياغتها .
إذا اتممت القراءة لا تقرأ وترحل سجل اعجابك وعلق بذكر الله.
#إبراهيم_الجريري