شعر وشعراء
الدوامة .. منال حسن
لا مفر من الوداع
إنى إكتفيت من الصراع
لا مفر من وضع ختام
للعذاب و الآلام
لا مفر من الفراق
و وآد الحنين و الأشواق
لا مفر من الهروب
إنى إكتفيت من التيه بين الدروب
لا مفر من الرحيل
كفى أوجاع و ويل
لا مفر من الفرار
إنه أسلم قرار
تحتم وضع حداً فاصلاً للمأساة
إنى إكتفيت من المعاناة
ما عدت أقوى على الصمود
إنى إكتفيت من الشتات و الشرود
ما عدت أقوى على الثبات
و لن أستطيع تخطى العقبات
ما عدت أملك الطاقة لخوض المعارك و الحروب
فقد أوشكت شمسى على الغروب
إنى فقدت الشغف
و لعنت الأقدار و الصدف
ليتنا ما إلتقينا منذ البداية
فما عدت أملك سوى إعلان النهاية
آن الأوان لتستدل الستار
فقد إنتهت الحكاية بإختصار
آن الأوان ليعلو تصفيق الحضور
فقد سئمت العتمة و إشتقت للنور
آن أوان المغادرة
فما عدت على الإحتمال قادرة
فقد نفذ الصبر
و ضاق بما يحمل الصدر
إنى ضقت بتلك الدوامة اللعينة
فكفوفك لم تكن حانيةً أمينة
آن أوان النجاة
فما عدت أنتمى لتلك الحياة
آن الأوان لمسح الدموع
و محو أثار الرجوع
آن الأوان لأتحرر من القيود
فقد تحتم مغادرة الحدود
آن أوان الخروج من تلك الدوامة اللعينة
فإلى متى سأظل حزينة ؟
آن الأوان لأحطم السور
إنى إشتقت للبراح و النور
آن أوان البحث عن ذاتى
و إسترداد ما ضاع من حياتى
آن أوان إعلان الحقيقة
يا من مزقت روحى بألف طريقة
إنى من الجحيم هاربة
إنى سئمت دنياك الزائفة الكاذبة
سأبحث عن مرساة
و أتشبث بطوق النجاة
آن أوان الخروج الآمن بعيداً عن الهلاك
إنى إكتفيت من الركض بأقدام حافية على الأشواك
إنى إكتفيت من التيه فى المتاهات
و التشبث بأسوء الحكايات
إنى إكتفيت من الخيبات و الخذلان
والبكاء وسط الحطام و تجرع مرارة الأحزان
إنى إكتفيت من الصلب على حائط نزواتك
من اليوم أنا خارج دوامة حياتك
سأمحو أثار تدنيسك لمحرابى
و لن أسمح بدهسك لأعتابى
لن أقتفى يوماً الأثر خلفك
و سأظل ألعن الصدف و زيفك
الدوامة ..