مكتبة الأدب العربي و العالمي
الظلال
تقول في يوم من الأيام خرجت مسرعة من بوابة الجامعة لألحق بصديقاتي وإذ بشاب وسيم طويل القامة جميل الملامح يقف خارج أسوار الجامعة ظل ينظر إلي شعرت وكأنة يعرفني لكنني لم أعطه أي اهتمام صعدت إلى القطار عائدة إلى المنزل
مرت عدة أيام وذاك الشاب لم يمل يظل ينتظر خروجي من الجامعة ولا ينصرف من مكانة حتى أذهب
في مساء أحد الأيام وبينما أنا منهمكة في المذاكرة شردت قليلا وتذكرت ذاك الشاب و إذ بنفس اللحظه يرن الهاتف
إنها صديقتي اتصلت بي و تقول أن شابا أتى إلي و كان يبدو عليه الخجل الشديد ثم سألني عنكِ ظل يصفكِ بتلك الجميلة القصيرة و أين تسكنين وأعتقد أنه قد لحق بكِ إلى أمام منزلك أثناء عودتكِ من الجامعة
رددت عليها هل أنتِ متأكدة
قالت نعم
غضبت منها و جلست أعتابها لماذا تخبريه عني ومن وهو هذا الشخص
قاطعت كلامي وقالت لم يكن الأمر بيدي لقد إستحلفني بالله أن أقول له أين تسكنين وأقسم أنه لن يفعل لكِ شيء .ثم أنك لو كنتِ مكاني وأنتِ تنظرين إلى وجهه الساحر وتسمعين إلى صوته اللطيف لفعلتِ ذلك بنفسك
أغلقتُ في وجهها و تأتي مشكلة أخرى دخلت قروب دفعتي في الكلية و إذ بكل الفتيات يتحدثن عني وعن ذاك الشاب تشنجت من كلامهن ومن ثم رميتُ الهاتف من يدي بعثرت كل شيء أمامي جلستُ حائرة من يكون هذا السخيف الذي يلاحقني كل يوم ماذا لو رآه أحد من الحي وهو يلاحقني وأخبرَ أبي أو إخوتي ماذا سيقولون إبنتهم تذهب الى الجامعة لتلتقي بحبيبها
فكرت في إخبار أخي الأكبر بالأمر وأشرح له ربما يفهمني وأخبره أن يأتي إلى أمام الجامعة ويضبط ذاك السخيف الذي يظل ينظر إلي ويلاحقني وأن يبعده عني لكنني ترددت في إخباره لربما تكبر المسألة ويقوم أخي بارتكاب جريمة وأكون أنا السبب سأذهب وأتحدث معه بنفسي وألزمه عند حده
في صباح اليوم التالي و كعادتي ذهبت إلى الجامعة نزلت من القطار وإذ به يقف في نفس المكان وينظر نحوي وكأنة يعلم توقيت ذهابي إلى الجامعة وعودتي منها
توجهت نحوه رغم توتري وخوفي من أن يفعل لي شيئا إلا أنه كان لا بد من ذلك ظل ينظر إلي ويبتسم اقتربت منه وسألته ماذا تريد مني ألا تخجل من نفسك ألا تستحي لماذا تُلاحقني من أنت يا قليل الأدب
كان ما يثير غضبي أكثر أنه ظل ينظر إلي ويبتسم بينما أنا كنتُ أوبخه و بشدة لم أتحمل تلك النظرات ثار دمي أكثر في تلك اللحظة تشجعتُ وقمت بصفعه في وجهه لكنني إنصدمت بشدة مما فعل
#الظلال
عن قصص وحكايات العالم الاخر