شعر وشعراء

هذا قولي اللهُمّ فاشْهدْ / للشاعر اسامة مصاروة

هذا قولي اللهُمّ فاشْهدْ
كيفَ يا ربُّ
ليْتَ للْعُرْبِ عيونًا تُبْصِرُ
وَقُلوبًا رُبَّ عصْرٍ تَشْعُرُ
كلُّ أمْرٍ طيِّبٍ نسْمو بِهِ
ويْحَ قلبي دونَ وَعْيٍ نُنكِرُ
لا يصونُ الْعِرْضَ مَنْ يُسْتعْبَدُ
وَلِقتْلي وَيْلتي يُسْتَنْفَرُ
ليْسَ عبدًا مَنْ بِفقْرٍ عيْشُهُ
إنَّما مَنْ مُحْتَواهُ مُقْفِرُ
مَنْ لَهُ جسْمٌ فقطْ يزهو بِهِ
لا يُبالي بِأُلوفٍ تُنْحَرُ
مِنْ بني جِلْدَتِهِ بلْ أهلِهِ
ما لَهُ شأْنٌ بِهمْ فَلْيُقْبَروا
أوْ يَظلّوا جُثَثًا كيْ تُنْهشا
فَدِماءُ الْعُرْبِ دوْمًا تُهْدَرُ
لا ألومَنَّ قضاءَ الْخالِقِ
إنْ غزا أوْطانَنا مُستَعمِرُ
لا ألومَنَّ عَدوًّا ذَلَّنا
إنَّهُ مِنْ أجْلِ هذا يَمْكُرُ
بلْ ألومَنَّ وَحتى أمْقُتُ
مَنْ على دَعْمِ الأعادي أقْدَرُ
فمليكُ الْعُرْبِ عبْدٌ مُخْلِصٌ
وَبِهِمْ يا وَيْلَتي كمْ يَفْخَرُ
فَلَهُمْ بالسَّيْفِ ذُلًا يرْقُصُ
وعليْنا لا احْتِفاءً يُشْهِرُ
وأميرٌ خلْفَهُمْ لا يَنْبَحُ
إنَّما النُّقادَ ظُلْمًا يَنْشُرُ
فلَهُ الأَنْيابُ سَهْلًا تَقْطَعُ
وَكذا الْأَظفارُ أيْضًا تبْتُرُ
كيفَ تخْشَوْنَ مريضًا تافِها
إنَّهُ بالْنعْلِ يُرْمى أجْدَرُ
كيفَ ترْضوْنَ بِنغْلٍ ساقِطٍ
إنْ يكُنْ غولًا فأنتُم أكْبَرُ
هلْ تَظُنّونَ رِضاكُمْ همُّهُ
إنّكُمْ كالصِّفْرِ لا بلْ أصْغرُ
إنَّكُمْ صِدْقًا وَحقًا خدَمٌ
إذ تقومونَ بِما قدْ يأْمُرُ
وَزًعيمٌ بلْ عميلٌ خائِنٌ
مِنْ رعاياهُ لَعَمْري يَسْخَرُ
عيَّشَ الشَّعْبَ بِذُلِّ قاتِلٍ
وَبِفقْرٍ مثْلَهُ لمْ يَذْكُروا
همُّهُ الْكُرْسيُّ مهما يحْدُثُ
فَلْيَجوعوا أوْ يموتوا اصْبِروا
شرَفُ الشَّعْبِ مُباحٌ للْعِدا
إنَّما النُّاقِدُ شرًا يُضْمِرُ
وَلِأَمْرِ الرَّبِّ عاصٍ ذلِكُمْ
أنَّهُ الْمُخْتارُ فَلْتَسْتَبْشِروا
بيْدَ أنَّ السِجْنَ ويْلي والرَّدى
حظُّ مَنْ يَرْفُضُ أوْ يسْتنْكِرُ
كُلُّهُمْ قدْ لوَّثوا حتى الثَّرى
بلْ وباعوا الْعِرْضَ ماذا عمَّروا
الْمباني والنَّوادي للزِّنى
والعِماراتِ الْعُلا كيْ يفْجُروا
وَبروجُ الْجهْلِ ماذا شأْنُها
أَبِها ذو الْوعْيِ فِعلًا يُسْحَرُ
هلْ فقطْ بالْعُهْرِ يعلو شأْنُهُمْ
هلْ سَياْتي بالْفخارِ الْميْسِرُ
في خيامٍ شُرَفاءً كُنْتُمُ
بِمُجونٍ في الدُّجى لمْ تسْهَروا
يا تُرى أجدادُكمْ قدْ حقَّقوا
بِزِنىً أمْجادَكُمْ أو سطَّروا
يا بني قوْمي ألا فلْتَعْرِفوا
ذُلُّكُمْ ما عادَ شيءٌ يَسْتُرُ
ضَعْفُكُمْ أوْ جُبْنُكُمْ أو صمْتُكُمْ
مُسْتَحيلٌ أنْ تَروْا مَنْ يعْذِرُ
حسْرَتي كاسِحَةٌ يل سيِّدي
إنَّني أبكي وَدمْعي أَنْهُرُ
إنَّنا نحيا بِموْتٍ بَعْدَما
كانَ يَخْشانا إذا ما نزْأرُ
لا ألومَنَّ سِوى مَنْ يرْكَعُ
لِمَليكٍ مِنْ أعادٍ يُنْصَرُ
ولَهُمْ حتى يبيعَ الْمسْجِدا
إنْ قضى الأَمْرُ وشحَّ الأَخْضَرُ
صدِّقوني ما لَهُ شأنٌ بِهِ
كلُّ ما يرْجوهُ مالًا يُعْبَرُ
لِحَقيرٍ نَتِنٍ بلْ مجْرِمٍ
فَهوَ الْحامي وطبْعًا يُؤْجَرُ
كيفَ لا والْعَرْشُ يهوي دونَهُ
مِثْلما قالوا وَحتى فسَّروا
مَنْ يَظُنُّ الْقوْلَ صِدْقًا فَلْيَقِفْ
إنْ على جُثَّتِهِ لمْ يَعْثُروا
لا ألومَنَّ سِوى مِنْ يَخْضعُ
لِأميرٍ بالْمعاصي يَجْهَرُ
لا ألومَنَّ سِوى مَنْ يُخْدَعُ
بِزعيمٍ للأعادي مُخْبِرُ
كيْفَ يا ربُّ غَدوْنا للْعِدا
غَنَمًا إنْ جاءَ ذِئْبٌ تُدْبِرُ
مُنْيَةُ الْفُرسانِ كانتْ في الوغى
ميتَةً تَرْوي مداها الْأَعْصُرُ
د. أسامه مصاروه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق