شعر وشعراء

من روح أوراقي .. رياض الصالح

أعددتُ راحلتي .. رَقْمي وأوراقي
ووجّهَتني إلى العلياءِ آفاقي
أسيرُ كالغيمِ ريحُ العزمِ تدفَعُني
لا أرضَ تأسِرُ آمادي وأحداقي
لا قيدَ للأرض إذ أسمو بفلسَفَتي
يضُرُّ حَرفي .. ولو خانتنِ أسواقي
لذا أصاحِبُ روحَ الكونِ أين مضَت
أذوبُ فيها لنشدو بوحَ عُشّاقِ
صلابَةُ الروح زادي في مقاوَمتي
رهافَة الحسّ تسمو بي وأخلاقي
ما راقَ للناسِ لا يرقى لذائِقَتي
فهل يروقُ لهم .. إحساسِيَ الراقي
لن يفهَموا .. فلسانُ الطيرِ مختَلِفٌ
وأنَّ فَوْزيَ .. إذ ما قيلَ .. إخفاقي
يُحَذّروني منَ الإقدام .. حُجّتُهُم
بأنّهُ شَغَفي يسعى لإحراقي
فلا براقَ معي يطوي لأزمنةٍ
ولا مزايايَ! من بُطءٍ وإرهاقِ
فيغزلون لأحلامي نهايتها
ويطفئونَ حُظوظي قبلَ إشراقي
ويملؤون دروبي من سفاسِفِهِم
فلا أراها سوى لهوٍ وإملاقِ
فلا أحابي لمدحِ الناسَ في خطإٍ
حصادُ إرضائهم .. تجفيفُ أعماقي
فإن لحقتُ زِحامَ الناسِ أوقَفَني
هدوءُ نفسي وإلهامي وأشواقي
وليسَ لي غَرَضٌ في سَبرِ ثرثَرَةٍ
وليس تطمح للأصفارِ أوراقي
لكنني أفهَمُ الدنيا فأعذُرُنا
وكشفُ معدَنِنا إكسيرُ تِرياقي
فلا أُبالي بتَصفيقٍ وولوَلَةٍ
أطيرُ مُرتَفِعاً للعالَمٍ الباقي
حرفي هناك به شيّدتْ مملكتي
و ما على الأرض غيرَ الخَطًوِ والساقِ

# بقلم
# رياض الصالح‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق