شعر وشعراء

حُــلْـــم

الشاعر كامل النورسي

.يُـراودُني حُـلْــمٌ يُـثــير مـشــاعـري
فـيفـتـحُ أبـوابَ الجِنانِ الـثمانِـيـا
فـأحــلم دومًــا بِـاتـحــاد شُـعـوبـنـا
ومـا عـاد حَـدٌّ في ربـوع بـــلاديـا
أسـير طلـيـقــا لا حـدود تُـعـيـقـني
ولا فِـرَق الـتعـقـيبِ تسعى ورائيا
فَأَُصـبـحُ في بـغـداد ألْـثُـم ثَـغـرهـا
وأُمْسي بلـبـنـانَ الـجمـيـل مُناجِيا
وأجـلـس والاحـلام تطـرق خاطري
على ضـفَّةِ الـنَّهرِ الـمُقدَّسِ حانِيا*
أُعــانـقُ في أرضِ الـجـزائـرِ ثـائــرًا
يَـذودُ عَـن الأوطان يـرفـعُ شَأْنِـيا
وأمـضـي إلى أرض الـشــآمِ بِـعــزةٍ
ومِنْ غَيرِ تـفتيشٍ ونَبْش مَـتاعِيا
وآوي لِـمِـصْـرَ الـحُـبِّ أنـشُـدُ راحـةً
أعانق في أرض الصعيد رجـالـيـا
فَمِـنْ شـرقِ اركان الـبـلاد لِـغَـربـهـا
يُجَـمِّـعُـنـا ديـنٌ يُـوحِّـدُ شَـمْـلِـيـا
فـوحـدة أَوطــاني تُـجـدِّدُ فَرحـتي
وتبعثُ دومًا في النفوسِ الأمانيا
فأَصحو مِنَ الحُلمِ الجميلِ بِحَسرةٍ
وأندبُ حَظي في إنتظار اتحـاديا
فَـانـظـر في وضـع الـبـلاد وحالـهـا
فَيتقـلني حـالُ الـبِــلاد وحـالِــيـا
إلى أين نـمضي بالـبـلاد وأَهـلها ؟!
وأرضِيَ غَصَّتْ بالدموع الجواريا
فَـإني عـلـيــل مِـن تـفـــرِّق أمـتي
وقَـد زاد مِـن حُزني تـناحرُ أهْـليا
ففي الضفة الشماء يسكنها الـردى
وفي غَزة الاحـرار تجـري دمائيا
تَــئِــن بـــلادي أَنَّـــةً بَــعـــدَ أَنَّــــةٍ
أَنـين أَسيرٍ في ظِـلام الـمَـنـافِـيا
سَـقى اللـه أيـامًـا تَـمــزُّ بخــاطـري
فـتفتح جُرحًا في شِغافِ فؤاديا
سقى الـله أيام الحـضـارة والنُّـهـىٰ
وكـنّـا مع المجد العريق سواسيا
نَـصــولُ بِـكـل الـعــزمِِ نـرفـعُ رايـةً
بها الحُبّ والأخلاق تُعْلي مكانِيا
فَبالصدقِ والأخـلاق سُـدنا عوالـمًـا
ودانَتْ إلينا في الـزمان نواصـيا
فَـيــارب هَـيء لـلـبــلاد مُـجـاهِـدًا
يكون لَـهـا سـيـفًـا يُحـرِّرُ أَرضِـيا
فَـهُـبّـوا جمـيـعـا يا رجـال قضيتي
فقد بَـلَـغَ الـسَّـيْـل الـزُّبـا بربوعيا

النهر المقدس : نهرالأردن والذي تعمد فيه السيد المسيح عليه السلام .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق