*الله عز وجل يعطينا نماذج مختلفة في كل شيء حنى لا يترك لنا مجال أن نتحجج ونجادله
فهوخلق الخلق على نماذج أربعة ليبين لنا قدرته , ولوحدث وكان معجز كولادة عيسي عليه السلام نسلم بذلك
خلق آدم من تراب بلا أب ولا أم , وخلق حواء من آدم بلا أم , وخلق عيسي عليه السلام من أم بلا أب , وخلق ما دون ذلك بالتزاوج بين الأب والأم , فالحالات الثلاث الأولي يوجد حالة واحدة فقط لمعرفة قدرة الله
وخلق أيوب وطال مرضه فصبر وشفي , لمن يحتج بطول المرض , وأيضا بموت العيال ,
” وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِي الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ (41) ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ (42) وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرَى لأُوْلِي الأَلْبَابِ (43) وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضْرِبْ بِهِ وَلا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (44) ” ص
وخلق لوط ليحتج على من يمارسون الشذوذ , وهو الطاهر النقي , وخلق محمد بمن آذوه أهله واضطر للفرار منهم , وخلق موسي لمن قتل خطأ وعليه التوبة , وخلق آدم لمن ضعف أمام الشيطان وعاد لربه بالتوبة , وخلق زوجة أيوب حجة لمن تطلب من زوجها المستحيل أو تتخذ وقت ضعفه جريرة لهجره وفسادها , فقد وقفت بجواره وصبرت حتى شفاه الله عز وجل ,
” وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُۥٓ أَنِّى مَسَّنِىَ ٱلضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ ٱلرَّٰحِمِينَ “الأنبياء 83
وخلق بنات شعيب وهم يعولون آباهم في الكبر ولا يتركوه في دار المسنين , وكيف لم يحتجوا بالحاجة على فسادهم للحصول على القوت
” وَلَمَّا وَرَدَ مَآءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةًۭ مِّنَ ٱلنَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ ٱمْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِى حَتَّىٰ يُصْدِرَ ٱلرِّعَآءُ وَأَبُونَا شَيْخٌۭ كَبِيرٌۭ ” القصص23
وخلق الأب الصالح كنوح عليه السلام والإبن الفاسد , وخلق الإبن الصالح والأب الفاسد كإبراهيم عليه السلام وأبيه آزر
” يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنْ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيّاً (45) قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْراهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنتَهِ لأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيّاً (46) ” مريم
” وَهِىَ تَجْرِى بِهِمْ فِى مَوْجٍۢ كَٱلْجِبَالِ وَنَادَىٰ نُوحٌ ٱبْنَهُۥ وَكَانَ فِى مَعْزِلٍۢ يَـٰبُنَىَّ ٱرْكَب مَّعَنَا وَلَا تَكُن مَّعَ ٱلْكَـٰفِرِينَ ” هود42
فنوح حاول النجاة بابنه ففشل , وحاول إبراهيم النجاة بأبيه ففشل
وخلق فساد الزوجة وأيضا تقواها , ففسدت زوجة نوح ولوط وهما تحت صالحين , وعذبا , وصلحت زوجة فرعون الفاسد المتأله آسية بنت مزاحم
” ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنْ اللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ (10) وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنْ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (11) وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنْ الْقَانِتِينَ (12)” التحريم
إذن الله عز وجل خلق لنا كل النماذج حتى لا نحتج وهوالعادل الرحيم
*في حالة الحساب الله عزوجل يجعله مشابها لما يحدث في الدنيا
فهو يعاقب القوي الشديد المخالف قبل الضعيف , ليبين لهم وللضعفاء , هؤلاء الأقوياء من كنتم تلوذون بهم , هم أول من يعاقبوا
” فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيّاً (68) ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيّاً (69) ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَى بِهَا صِلِيّاً (70) “مريم
*لما وجه موسي عليه السلام الدعوة الى سحرة فرعون بأن يتراجعوا عن الباطل
فكأن نور النبوة إخترق قلوبهم , فرجعوا الى فطرتهم الأولى وسجدوا لله الواحد القهار
وتنازع قوم فرعون والسحرة ونفخوا فيهم نار الشيطان بالكبر والإستعلاء ومال فرعون وقربه
ولكن هيهات فقد إخترق نور النبوة القلوب
” قَالَ لَهُمْ مُوسَى وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِباً فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنْ افْتَرَى (61) فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى (62) قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمْ الْمُثْلَى (63) فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفّاً وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنْ اسْتَعْلَى (64) فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّداً قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى (70) قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمْ الَّذِي عَلَّمَكُمْ السِّحْرَ فَلأقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ وَلأصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَاباً وَأَبْقَى (71) قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنْ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (72) إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنْ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (73) ” طه
*هل يمكن أن يزيد العمر وينقص نعم
فالله هوالخالق والمقدر والقاضي , بيده أن يفعل كل شيء ,” ولا يسأل عما يفعل وهم يسألون”
فالرسول صلى الله عليه وسلم قال لنا ذلك أن صلة الرحم تطيل العمر
” وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجاً وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلا تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (11) ” فاطر
” يَمْحُوا۟ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُۥٓ أُمُّ ٱلْكِتَـٰبِ” الرعد 39
*هل بعد فناء البشر وحسابهم هل ممكن أن يخلق الله خلقا آخر , هذا في علم الله , ولكن الله أشار الى ذلك
” إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ (16) وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ (17) ” فاطر
