الرئيسيةمقالات

اشواق الغربة

عبد الحفيظ إغبارية

لا مكان في الحياة ،بالنسبة للانسان اجمل وابهى من المكان الذي ولد فيه وترعرع ،
وتفيأ ظلال شجره وارتوى من ماء ينابيعه،فالمكان هو تذكر المراتع الصبا وضحكات الطفولة البريئة ،وهو جزء من كيانه الانساني. فمهما ابتعد عنه وغاب عن الديار فلا بد ان تبقى اطلال بلاده في ثنايا مخيلته،وهذا جزء يسير من الوفاء لهذه الارض ارضالاسراء والمعراج ،التي حملتني على ظهرها عندما حبوت وعندما خطوت وثم مشيت،وعبثت بها بفائسي لطعمتني عندما جعت،وهي تتكفلني وتحضنني قدر ما قسوة ،ثم بعد انتهاء الاجل ادفن في احضانها،فما ارأفها.
ارتشفت شراب الهجرة والغربة في كؤوس من الحنين والاشواق،
وكم من مغترب قال بلوعة الطائي.
كم منزل في الارض يألفه الفتى—
-وحنينه ابدا لاول منزل
وكم مهاجر يتغنى:صباح مساء.
بلادي وان جارت علي عزيزة،
واهلي وان ضنوا علي كرام ،
ومثله لفوزي معلوف..
مهما يجر وطني علي وأهله…
فا الاهل اهلي والبلاد بلادي.
ومهما بقي الانسان في بلاد الغربة فاسمه غريب.فلن يجد حنان كحنان ارضه وقلب قروي من قريته او مدينته.بعدما افنت الغربة شبابه:
دفنت ربيع عمرك في بلاد
لها طالت لياليك القصار.
بلاد ربما فيها كرام
ولكن اللئام بها كثار
اذا لم تحو تربتها حجارا
فبين ضلوع اهلها الحجار.
وسيبقي السؤال ؟
لماذا يحن الانسان الى بلاده.
اوضحها علي ابن العباس الرومي. بعد ان اختصبه اخاه داره وجدرها.
ولي وطن اليت الا ابيعه..
والا ارى غيري له الدهر مالكا .
عهدت به شرخ الشباب ونعمه.
كنعمة قوم اصبحوا في ظلالكا.
وحبب اوطان الرجل اليهم.
مآرب قضاها الشباب هنالكا.
اذا ذكروا اوطانهم ذكرتهم.
عهود الصبا فيها فحنوا لذلكا.
لقد الفته النفس حتى كأنه.
لها جسد ان بان غودر هلكا.
فاقول وعلل البكاء وشوقي لامرين.براءة الطفولة. وفتوة الشباب،
ذكرت بلادي فاستهلت مدامعي
بشوقي الى عهد الصبا المتقادم
حننت الى ارض بها اخضر شاربي
وقطع عني قبل عقد التمائم.
اعيش في وطن غير وطني
انا ذالك الولد الذي دنياه كانت ههنا
حملت البشاشة والشيب.قد دنا

عانقت روحي رباك وصفقت للمنا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق