شعر وشعراء

أنا المعلّم / محمود امين آغا

أنا المعلّمُ لا زيفٌ ولا كذبُ
أنا المؤدّبُ لا شكٌّ و لا رِيَبُ

أشعشعُ الضوء في الآفاق مُتّقِداً
و أبذل الجهد قد أوهى به التعبُ

فمُهجةُ الروح للأجيال حاضِنةٌ
و مِعزَف القلب في أوتاره الطربُ

فكيف أبخلُ و الحلمُ السعيدُ هُمُ؟!
و هل يضنُّ ببذل المكرُماتِ أبُ؟!

ما أجملَ الدرَّ منثوراً على قِممي!
و زفرتي في جحيم البؤس تلتهبُ..

يراعُ لُبّي دواءٌ ما له سقمٌ
به أداوي عُضالَ الجهل..أحتسبُ

ألوانُ مِحبَرتي أزهو بها ألقاً
كأنّني القمرُ الوضّاءُ و الشُهُبُ

لكنّ وَهْجَ السنا قد ضاعَ في حَلَكٍ
لا بارِقٌ يزدهي أفْقاً و لا لهبُ

إنّي الغداةَ كبدرٍ غامَ مُحتجِباً
قد كلّلتْه الغيومُ الدُّكنُ و الحُجُبُ

أنا المزارِعُ..في أرضٍ بها غدقٌ
بدمعة الحبِّ أسقيها و أنسحِبُ

أقلُبُ الفكرَ في عزمٍ و في أملٍ
ليلمعَ اللؤلؤُ الوقّادُ و الذهبُ

لكنّ حزني مُحيطٌ لا قرارَ له
تاهتْ سفينةُ حُلمي..طمَّها اللّجبُ

أدقُّ بابَ الأماني البيضِ في ذَلَلٍ
لا شيءَ إلّا سواد الحظّ ينتحِبُ

لستُ الوحيدَ أبثُّ الشجوَ مُكتئِباً
كم من ألوفٍ دهاها الخَطبُ و النُّوَبُ!

رُحماكَ ربّي أجرْنا من لظى حَزَنٍ..
و نجِّنا من أسىً يغلي و يضطرِبُ!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق