الرئيسيةشعر وشعراء
رسالة إلى المحجوب / حسن إبراهيم حسن الأفندي
شخصية سودانية عالمية معروفة وزيرا لخارجية السودان ورئيسا لمجلس الوزراء ...محامي شهير ومهندس في نفس الوقت ...لعب دورا بارزا في قمة الخرطوم ذات اللاءات الثلاثة وله من أشعاره الشهيرة الغني الفقير والأندلس السليب وفيردلونا ( وتعني بالإيطالية القمر الأخضر ) بأي حق ؟
هل ما تزال أبا الأحرار من ولد ؟ … وأن شعبك محمود إلى الأبد ؟
يكاد يقتلني شكي وينحرني… لما أراه من التبريح والكبد
كم كان ذكرك قبل اليوم يطربني … والآن يجرح في قلبي وفي كبدي
ظننت أنك لن ترضى مساومة … لكنما الظن أحيانا من الزبد
هل غيّروك وهل غيّرت فروتنا … فما بقينا كما الفرسان في جلد
بل أين من فكر إسماعيل متقدا … وسيفُ شيكان جزَّ الرأس من جسد
وأين منا النجومي يوم معركة … وأين دقنة والأشبال من أسد
أما ترانا مع التاريخ يخدعنا … نحيا عليه بلا يومٍ لشر غد
اللهَ يا موطني إن جئتَ تسألني … ماذا رمانا إلى التعقيد والعقد
قد كنت أجمل من غنوا كرامته … ويعشقون ترابا كحل ذي رمد
ماذا دهانا أصبنا كل نازلة … وظل يفرح موتور وذو حسد
( محجوب ) هل لي إذا ساءلت أجوبة … وهل ألاقي من الترحيب والمدد
بأي حقٍ يبيع الشعب شرذمة … ويشترون بلاءً غير متئد
بأي حقٍ يبيع الحكمَ زعنفة …لمرتين ويرمينا إلى بدد؟
وأنت ذلك من غِرِّيد أحْبُره … لكم بقلبي من التقدير والسند
أحببتكم شاعرا تجري خرائده … بين الخلائق أسمارا لمجتهد
عرفت عنكم من الإخلاص أرفعه … وعن رجالٍ لهم ذكْرى لهم خَلَدي
ماذا تقول إذا ما عدتَ ثانية …بعد الممات ترى من فادح النكد
سوداننا أصبحت أيامه عفنا … بتراً لسيقانه قطعا لكل يد
قم عد إلينا مع الأشراف قادتنا … في موكب قاده اسماعيل كالأسد
من كل من كان في إخلاصه أملا … يفدي البلاد يُواسي روْع مرتعد
عشنا بهم في أمان لا محاذرة …لا خوف لا ظلم لا تجريح مُعْتَقَد
تهمي علينا سماء الخير تُبهجنا … من عدلهم تكثُر الأرزاق في عدد
واللهَ للعدل إن جادت بشائره … فمن يبدّل حكمَ الله في بلد؟
…
مالي وللشمس غابت عن مطالعنا … والبدرِ غطّاه مزْن الوابل الرعِد
مالي وللنيل إن هبّت نسائمه … أو أن تُودِع لا تَبقى إلى أمد ؟
مالي وللخضرة الدكْناء تأسرني … من متن طائرةٍ تنأى إلى كمَد
أُودِّعُ الأهل والأصحاب مُعْتقداً … أني أُودعهم يا عمْر للأبد
متى رحالي تحط النيلَ ثانيةً … فربما رشفة ردّت إلى عُمُد
هيهات هيهات بعد الشيب يُرجعني …إلى الشباب ولو إكسير ذي مَرَد
…
اللهَ يا موطني إن جئتُ أعتبكم … والحزن ينبض من أحشاء مُنْتقد
ماذا جرى , كيف أرض النيل سائبةً … تبدو على ما أرى في موقف الزبد
وكان ذكرك والدنيا تكرِّمه … وكان شعبك في بأس لذي صَلَد
إذا تنادى ليوم الفخر واحدهم … جاءوا جميعا بقلبٍ واحدٍ ويد
نحن العشيرة في صفٍ عزائمنا … حاشا فلا خاذلٌ فينا وذو رَصَد
فداك كل ضروس لا هوان بها … أو أن نرى الموت في عز وفي جلد
عن مجلة فجاج