شعر وشعراء
مِنَ الشِّعْرِ الْجَميلِ في وَصْفِ الرَّوْضِ والرِّياض وَالزَّهْرِيّات: الشّاعِرُ الرّسَني الْأَسَدي من الكامل
شاعِرٌ مُقِلٌّ مَجْهُولٌ لا أَعْرِفُ عَنْهُ شَيْئًا في المَصادِرِ الَّتي بَيْنَ يَدَيَّ، لَكِنِّي لا أعْدَمُ مَصْدَرَ شِعْرِهِ الْجَمِيلِ .
أ.د. لطفي منصور
– الرَّوْضُ مِنْ حُلَلِ الرَّبِيعِ مُلَبَّسٍ
مِنْ عُصْفُرٍ نَضْرٍ وَأَحْمَرَ قانِي
(الْحُلَلُ جَمْعُ الّحُلَّةِ وَهِيَ لِباسٌ ثَمِينٌ كَالْعَباءَةِ، الْعُصْفُرُ: صِبْغٌ أَصْفَرُ، الْقانِي: شَديدُ الْحُمْرَةِ. يَعْني أَلْوانَ أَزْهارِ الرَّوْضِ.
– وَطَراوَةُ الْمَنْثُورِ فَوْقَ جَداوُلٍ
تَجْرِي مُدَغْدَغَةً إلى الْغُدْرانِ
(المَنْثُورُ: نَوْعٌ مِنَ الزَّهْرِ، الدَّغْدَغَةُ: السُّرورُ الْمُضْحِكُ، وَ يُقابِلُها في الْعامِّيَّةِ الزَّغْزَغَةُ الْمُضْحِكَةُ)
– كَفُصُوصِ ياقُوتٍ وَخالِصِ كَهْرَبٍ
ذِي رَوْنَقٍ مَعَ حُمْرَةِ الْمِرْجانِ
(الْفُصُوصُ: جَمْعُ فَصٍّ، وَهُوَ قِطَعٌ صَغيرَةٌ مِنَ الْأَحْجارِ الْكَريمَةِ تُوضَعُ في الْخَواتِمِ وَالْحُلَى. وَكِتابُ فُصُوصِ الْحِكَمِ لِلْعَلّامَةِ مُحْيي الدِّينِ بنِ الْعَرَبي مِنْ أَشْهَرِ الْمُؤَلَّفاتِ في التَّصَّوُّفِ، الْكَهْرَبُ: حَجَرّ إذا دَلَكْتَهُ بِالْحَريرِ الْتَقَطَ وَجَذَبَ الأَشْياءَ)
– تَسْرِي نَسائِمُ رَوْضِهِ بِبُرُودِهِ
فَتَمِيسُ ناعِمَةً غُصُونُ الْبانِ
(النَّسِيمُ يَنْقُلُ بُرُودَةَ الرَّوْضِ، وَيَدْفَعُ الْأَغْصانَ فَتَتَمايَلُ)
– وَإذا تَغَنَّى الٌعَنْدَلِيبُ فَلا تَسَلْ
ماذا يَقُولُ فَرِيسَةُ الْبُسْتانِ
(كَأَنَّ الْبُسْتانَ يَتَغَذَّى وَيَطْرَبُ لِشَدْوِ الْعَنْدَلِيبِ فهوَ كالْفَريسَةِ لَهُ)
– طَرِبَتْ بِأَنْفاسِ الْخُزامِ فَرَجَّعَتْ
في الْياسَمِينِ بِأَطْيَبِ الْأَلْحانُ
(الْخُزامُ أَوِالْخُزامَى والياسَمِينُ أَنْواعٌ مِنَ الزُّهورِ الْمَعْرُوفَةِ)
– وَإذا تَجَلَّى الْوَرْدُ وَهْوَ مُفَضَّلٌ
شَرَفًا عَلَى أَزْهارِهِ بُمَعانِي
(يَقْصِدُ الْبَيْتَيْنِ:
لِلْوَرْدِ عِنْدِي مَحَلٌّ لِأَنَّهُ لا يُمَلُّ
كُلُّ الرَّياحِينِ جُنْدٌ وَهُوَ الْأَمِيرُ الْأَجَلُّ)
– فَتَفَرْوَزَتْ بُسُطْ الْبَهارِ عَلى الثَّرَى
في نَشْرِها بُشَقائِقُ النُّعْمانِ
(تَفَروزَت: اُزْدانَتْ بَحَجَرِ الْفيروزِ، يعنِي شَقائِقَ النُّعْمانِ الَّتي نَبَتَتْ بَينَ زَهْرِ الْبَهار الَّذي افْتَرَشَ الْأَرْضَ، النَّشْرُ:الرّائِحَةُ الطَّيَّبَةُ)
– فَعَطَفْتُ أَنْظُرُ في اخْتِلافِ أَزاهِرٍ
جاءَتْ بِهِنَّ صَنائِعُ الرَّحْمَنِ
————-
هَذهِ الزَّهْرِيَّةُ وَجِدْتُها دونَ شَرْحٍ أوْ تَعْليقٍ في كِتابِ:
حَدائِقُ الْأَنْوار وِبَدائِعُ الْأَشْعار
(ديوانُ الرَّبِيعِ وَالْأَزْهارِ وَالثِّمار)
جُنيد بن محمود بن محمّد
تُوُفِّيَ بَعْدَ سَنَةِ ٧٩٠ هج
طبعة دار الْغَرْبِ الْإسْلامي (ص: ٨١)