شعر وشعراء
حنين / للشاعر الكبير كامل النورسي
أَحِــنُّ لِــوالِـــدي في كـلِّ يَـــومٍ
حنينُ الماءِ يخفقُ في السواقي
وارقُـبُ طيـفَـه عِـنــد الـغُـروب
لأحظىٰ مِـنْـه في طيبِ العناقِ
خَلَتْ سَـبـعون عامًا مِـن حَياتي
وفـيـهـا زاد وجـدي واشتِـياقي
تَـفَــرقْــنـــا ولا أَدري لــمــاذا ؟!
وَقَدْ عَـصَـف الـتـنـائي بالـتلاقي
يُـذكِّـرُني الـشـتـاءُ بدفءِ بَـيْـتٍ
مِـنَ الـطـين المُـرَصَّـعِ بالـوفـاقِ
ونَـجْـلـسُ حَــول كـانـونٍ وأُمي
وكأس الشـاي معسول الـمَـذاقِ
وحـولَ سـراج أُمي كَـمْ سَـهِـرنا
بــكـلِّ الـحُـب في جَــوِّ اتـفــاق
ومع قـطـرات غيثٍ في الليالي
عَلىٰ (الإِسْبِسْتِ) فيها الليل راقِ
أُحَــدِّثُ عـن زمـــانٍ قــد تــولّىٰ
وَحَــلَّ مَـكـانَـه زَمــنُ الـنــفـــاقِ
أُحَـدِّث عـن زمـــان كـنـتُ فـيـه
خَـلِـيَ الـقـلـب يَـزخَــر بـالـرفـاقِ
إلىٰ زمَـنٍ مَـع الإِيــلافُ نـحـيــا
بِـهِ قـد كان سـعـدي وانْـطـلاقي
أَحــنُّ لِـوالــدي ولِـحـضـن أُمي
فَـتَـرْفَـضُّ الـدموعُ مِن الـمـآقي
فإنَّ الـمَــوتَ حَــقٌ يـا ابْــنَ أُمي
فـلـيـس مُـخَـلَّــدٌ فـيـهــا وبــاقِ
أُحــاول دائـمًــا أُخـفـــاء حُـزني
فَـيَـفـتـك بالحَـشـا مُــرُّ الـفـراقِ
فَـبَـعْـدَ الـوالـدين حَـيـاةُ ضـنـكٍ
بـهـــا نـــار كَـنـــيـران الـوِجـاقِ