شعر وشعراء
كان في بيتي قنديل زيت وصور / الدكتورة روز اليوسف شعبان
نص نثريّ استوحيته من رواية "قناطر وألوان تعانق السماء" للكاتبة المقدسيّة مريم حمد. الرواية إصدار مكتبة كلّ شيء حيفا، 2022. هذا النص أهديه للكاتبة مريم حمد مع أطيب أمنياتي لها بدوام الإبداع
كان في بيتي قنديل زيت
وصور
كان معلّقًا في قنطرةٍ
اصطبغ زجاجها بألوانٍ وفِكر
كانت في بيتي شرفة وحيدة
تطلّ على سوق المدينة
على المساجد والكنائس
على الأحياء القديمة
كان في بيتي قنديل زيت
كان فيه رسومات وصور
تعانق القناطر
تتلاحم، تتجانس ألوانها
الأصفر الأحمر الأزرق والأخضر
تتمازج كألوان الطيف
في سويعات السحر
كنت أرقبها بإعجاب
أتساءل: لماذا بيتي
لا يشبه البيوت الأخر
لماذا أرى قناطري
في بقايا تلك البيوت البعيدة
في الكنائس والمساجد
تبدو في أبهى صور؟
من قال أنهم رعاة
أولئك الذين بنوا البيوت
وزينوها بقناطرَ وألوانٍ وصور؟
هل يبني الرعاة بيوتًا من حجر؟
هل ينحتون هذه القناطر
بهذه الدقة والحذر؟
من وحّد شكل القناطر؟
من وحّد الألوان
وجعلها أخّاذةً للنظر
هل يدرك ” الرعاة” أن حضارتهم
تفوق حضارة الحضر؟
كنت أجلس في شرفتي عند المساء
أناجي القمر
وفي ساعات الفجر
أصغي لصوت الآذان
يصدح من المسجد الأقصى
ترافقه رنات أجراس القيامة
تعانق الأقصى عند السحر
كنت أرى القناطر في سماء القدس تتلوّن بألوان الطيف،
تبتسم للصبح والمساء،
تزهو صيفًا وشتاء.
هناك على التلال تربّعت،
ترقب قبّة الصخرة في إباء،
تعانق صوت الأذان وتبتسم للرحمن
الشمس تغازلها،
قطرات المطر تقبّلها،
أسوار القدس تناجيها،
وهي في شموخها ثعلو وتعلو لتعانقَ السماء.
روز اليوسف شعبان
16/12/22